لماذا الحرب الكبرى؟

لماذا الحرب الكبرى؟

قبل 3 سنوات

بدأت الحرب في جبهتين شرعية وإنقلاب، سيطر خلالها الحوثيون على الأرض، واكتسبوا سلطة الأمر الواقع، وتحولت الشرعية إلى مقاومة تحارب في أكثر من جبهة وتحت أكثر من شعار، وغابت في ظل هذا الرؤية لدى قيادة سياسية فقدت السيطرة العسكرية على أرض الواقع، فتركت الحبل على الغارب.

انتصرت جبهات واخفقت أخرى، وهنا بدأت الحسابات السياسية لكل طرف على حدة، وهذا الأمر ترتب عليه إنشاء قوات عسكرية تحت أكثر من مسمى، في حين بقت المظلة الشرعية غطاء يتحرك تحته الجميع بأتجاه أكثر من هدف.

اكتسب الجميع قوة عسكرية ضاربة فيما يتعلق بأنشاء المعسكرات وتكديس الأسلحة وتدفق المال من أكثر من قناة خارجية، صاحب ذلك انسداد الأفق السياسي، فغرقت المساعي الأممية مع فكرة جمع الأطراف على طاولة واحدة، مكتفية في التعبير عن القلق حيال الأوضاع الإنسانية.

سقطت الجبهة الشرعية في اتون صراعات بينيه في حين بقى الحوثيون الجبهة المتماسكة سياسيا وعسكريا، وعليه اكتفت بالانتظار والترقب لنتائج المعارك، مستخدمة تكتيك المناوشة تارة والطيران المسير والصواريخ البالستية تارة أخرى.

حاول الإخوان حرق المراحل بأسقاط عدن، فأنقلب السحر على الساحر وخرجوا منها بالحديد والنار، فحشدوا جيوشهم من مأرب إلى شبوة وأبين، وعليه استغل الحوثيون هذا المعطى، فقضموا نهم والجوف دون تعب، ومن الشرق أرتدوا إلى شمال الضالع ليستلموا مواقع الإخوان هناك دون قتال.

حاربت القوات الجنوبية مليشيات الإخوان على تخوم أبين، بالتوازي مع معاركها مع الحوثيين في الضالع، في حين حارب الإخوان الحوثيين على تخوم مأرب والجنوبيين على تخوم أبين، وهكذا ظلت كل الأطراف متشابكة مع بعضها، بأستناء قوات طارق في الساحل الغربي.

هذا المرحلة كان عنوانها الانتظار والترقب، حيث ينتظر الحوثيون سقوط عدن بيد الإخوان، وينتظر الإخوان سقوط الضالع - بأعتبارها البوابة الجنوبية المنيعة- بيد الحوثيين، وينتظر الجنوبيون سقوط مأرب بيد الحوثيين، ولكل طرف هدف من ذلك.

هذا الواقع العسكري أوصل كل الأطراف إلى قناعة بأن الحسم لن يكون إلا بالمواجهة العسكرية المباشرة، ودون الرهان على المعارك البينية لتحديد ساعة الصفر في المعركة الكبرى، ولم يعد في الوقت من متسع لتخدير كل طرف انصاره بالخطب والخطابات، في ظل وضع معيشي بالغ السوء وتردي خدماتي غير مسبوق وانقطاع المرتبات على العسكريبن والمدنيين، وفساد انتشرت رائحته على مستوى عالمي، هذا كله في كفة والموقف الدولي الجديد من طرف الامريكان في كفة أخرى، عوضا عن توجهات دولية أخرى كشفت عنها تقارير إعلامية تتمثل في نوايا جادة لإعادة اليمن إلى ما قبل ١٩٩٠م .

إذن وبعد أن تعبأت كل الأطراف عسكريا بما يكفي، لم يبق أمامها من خيار سوى خوض الحرب الكبرى، وكما بدأت بين جبهتين شرعية وانقلاب، ستبدأ الحرب الكبرى بين وحدة وانفصال، وهذا الأمر ارتسمت ملامحه بمعسكرات الإخوان في طور الباحة، ومخيماتهم في شقرة، وعودة الحوثيين إلى حدود الضالع، إلى جانب ما يلتمع في الأفق من توجهات سياسيا وإعلاميا تتقارب في الهدف والرؤية بين الحوثيين والإخوان.

بالنسبة لمأرب سوف تقسم بالتراضي بين إخوان وحوثيين، كما هو المخطط لتقسيم الجنوب بين الطرفين نفسيهما.

انتظروا وسترون ذلك في قادم الأيام.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر