التصالح والتسامح.. طريقنا إلى استعادة الدولة

التصالح والتسامح.. طريقنا إلى استعادة الدولة

قبل 5 سنوات

الواقع أن دعوة التصالح والتسامح الذي أطلقتها النخب الجنوبية وتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي إنما هي خطوة في طريق طويل طويل جداً للإصلاح والتغيير نحو حياة أفضل ومستقبل واعد بالخير أن شاء الله إذا خلصت النوايا والتقت الإرادات نحو بناء وطن جديد وطن يحق لنا الفخر به بين سائر الامم

وبالنظر لمامضى في السابق إلى جذور الأزمات بالجنوب نرى أنها تعود إلى دخول النخب الجنوبية إلى إطار الأفكار المطلقة والتي تحتكر الحق والحقيقة المطلقة ومادونها فهو الباطل والزيف وبالتالي لامساومة ولاتعايش ولاقبول بالآخر مطلقا ومن هنا يبدأ الصراع المجتمعي وذلك حين تختفي المنطقة الرمادية منطقة (الوسط )ولم يبق إلا خيار وحيد ياابيض يااسود ويبدأ الاستقطاب والتخندق لكل طرف وتبدأ الفتن تطل برأسها منذره بحروب اهليه لاتبقي ولاتذر دون أسباب واضحة ومعقولة

ويجب الاعتراف بان الصراعات المسلحه في الجنوب في الحقب الماضيه قد أرست للأسف الشديد سابقة سيئة حيث عمدت بالدماء عوامل الشقاق والتفرقة والخلاف بين ابناء الوطن الواحد وبالتالي فقد أعاقة البناء الديمقراطي والمؤسسي لبناء الدولة الجنوبية الفتية بعد استقلال الجنوب عن بريطانيا عام 1967م وخلفت هذه الظاهرة من الصراعات المتكررة آثارا ثقافية عميقة أسست للمناطقية والقروية والعصبية والشلليية لم يتخلص المجتمع من مضاعفاتها وتداعياتها السياسية والفكرية والعاطفية وقد انعكس ذلك سلبا على مجمل الاسهام الحضاري والفكري والثقافي لابناء الجنوب

والواقع أن معالجة مشاكلنا وخلافاتنا عن طريق الصراع المسلح والقهر المادي هي بالضرورة معالجة آحاديه الجانب يفرضها طرف على طرف آخر بالقوة ولاتكون إلا معالجه جزئية سطحية لأنها لاتعالج إلا الجانب السطحي من الصراع حيث لاتتوفر لها الإمكانية اوالقدرة لمعالجة جذورالصراع وأسبابه وماينطوي عليه من ابعاد نفسيه ولذلك فإن هذه المعالجة تكون دائما معالجة غير مقبوله من الطرف الآخر ومؤقتة لانها لاتدوم سوى بدوام القوه التي تفرضها

ومن هنا نرى أنه على النخب السياسية الجنوبية عدم اجترار الماضي بكل اشكاله وصوره وعدم الوقوع باخطاء الاباء و أن تعمل على تكريس ثقافة الحوار والذي يؤسس على قواعد الائتلاف بين أفراد المجتمع وليس الفرقة و الخصام وبما أن الحوار الهادف هو تبادل الافكار للوصول إلى الصواب وبالتالي فإذا اغلق باب الحوار فتح باب السجون فعلى الشباب والوطن والدوله السلام

والأصل من الناحيه العقلية والمنطقيه هو الحوار ثم الحوار
.....ولكن الحذر من اثارة خلاف( ميت) منذ عهد بعيد ويروي لنا القرآن الكريم محاورة الله تعالى لاابليس :قال تعالى(مامنعك أن تسجد إذ امرتك)وحوار نبي الله إبراهيم مع أبيه وحوار موسى مع فرعون وحاور محمد صلى الله عليه وسلم قريش الكافره وبالتالي يمكن الاتفاق على ما تفاهمنا واتفقنا عليه وتأجيل مااختلفنا فيه للأجيال القادمة.

وبالتالي فإن التصالح والتسامح هو دواء وعلاج رباني ناجع لكل مشاكلنا وخلافاتنا وقد يقول بعض المرضى واصحاب العقول المنغلقة بأن قبول طرف ما من هؤلاء المختلف معهم او التعايش معهم مستحيل ولايمكن ونحن نقول أن الله أمرنا بالاصطفاف ورص الصفوف وتعزيز الوحده الوطنيه ونعتقد يقينا بأن الله لايمكن بأن يأمرنا بما لايمكن فإذا حدنا عن هذا المنهج وضللنا الطريق مرة اخرى أصبحنا كالأغنام الشاردة والتي ستكون حتما صيدا سهلا للكلاب الضالة.

وكلنا امل وثقة عاليه بأن المجلس الانتقالي الجنوبي سبمضي قدما في طريق اعادة بناء البيت الجنوبي وتعزيز اللحمه الوطنيه من خلال تبنيه دعوه إلى لقاء ابناء الجنوب وذلك للبحث في المستجدات والمشاكل والقضايا الراهنه ومستقبل البلاد ومناقشة كل القضايا التي تخص الوطن والمواطن والاتفاق على أفق وسياسه استراتيجيه واضحه لبناء الدوله واداره عجله التنميه بها والتأسيس للشراكه الشعبيه بين كل افراد وشرائح المجتمع الجنوبي والعمل على اصدار ميثاق شرف وطني يؤسس لبناء نظام وطني ديمقراطي عادل يكفل جميع الحقوق لكل أفراد وشرائح المجتمع.

كما يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يتبنى فكرة العدالة الانتقالية كهدف انساني وأخلاقي يعمل المجلس على تحقيقه مستقبلا حيث نرى أنه لابد من غلق هذه الملفات من خلال جبر الأضرار للمتضررين ورفع المظالم عنهم من جراء الأحداث والصراعات الماضية وهنا نؤكد الى ان المجلس الانتقالي الجنوبي ناصع البياض و قد ورث هذه الاخطاء من الصراعات الماضيه ولن يدير لها ظهره من مسولياته التاريخية والأخلاقية بحسب التفويض الشعبي الممنوح له من كافة ابناء الشعب الجنوبي..



التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر