أكاديميو جامعة عدن فقراء فقر مدقع

أكاديميو جامعة عدن فقراء فقر مدقع

قبل سنتين

   يعرف البنك الدولي الفقر، على انه عدم القدرة على الوصول الى حد أدنى من مستوى المعيشة، وهو الحرمان من المتطلبات المادية اللازمة للوفاء بالحد الأدنى المقبول من الاحتياجات الإنسانية بما في ذلك الغذاء.

  ويحدد البنك الدولي خط الفقر المدقع وهو القدرة على توفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة باثنين دولار للفرد باليوم.

  وعليه فإن الأسرة التي تتكون من أب وأم وأربعة من الأبناء (6 أفراد متوسط عدد الأسرة اليمنية) تحتاج باليوم إلى 12 دولارا، وفي الشهر الى   360 دولارا.

  وبحساب صرف اليوم، فان الاسرة التي تتكون من 6 افراد تحتاج لكي توفر فقط الحد الأدنى من المعيشة إلى 500 الف ريالا يمنيا. وقس على ذلك كلما زاد عدد أفراد الأسرة عن 6 أفراد، فالأسرة التي تتكون من عشرة أفراد مثلا تحتاج إلى أكثر من 800 الف ريالا شهريا لكي تحصل على الحد الادنى من المعيشة.

  أننا وبهذه الحسبة البسيطة وبدون التعمق في التفاصيل،  نستطيع القول إن  عامة سكان اليمن يقعون تحت خط الفقر المدقع المحدد عالميا وبحسب القوة الشرائية لعام 2015 م يدولارين باليوم للفرد الواحد، وبدون النظر في زيادة هذا المؤشر بعد عام 2015 م.

  وبالعودة إلى موضوعنا وهم فئة الأكاديميين الذين يصنفون من الطبقة الوسطى عالميا، سنجدهم يعيشون في اليمن تحت خط الفقر المدقع بكثير، فالبرفسور الذي يمثل قمة الهرم الأكاديمي يتقاضى شهريا 250 دولارا، والأستاذ المشارك 215 دولارا تقريبا، والأستاذ المساعد 170 دولارا، بينما يتقاضى المدرس  الحاصل على الماجستير 70دولارا بالشهر، والمعيد الحاصل على لبكلاريوس 50 دولارا بالشهر.

لقد بات من المسلمات والثوابت عند معظم حكومات العالم ايلاء شريحة المعلمين بصفة عامة وأساتذة الجامعات بصفة خاصة خصوصية في الاهتمام والرعاية، فعلى عاتق هذه الشريحة تقع مهمة النهوض بالمجتمع وتقدمه ورقيه، لأنها هي من تعتني بالعقول، وتنتج الاختراعات والابتكارات، وتصنع التقدم الصناعي والاقتصادي، وتوصل بالمجتمع الى الرفاه الاقتصادي، وبالتالي فليس من العدل والعقل والمنطق ان تصنع كل ذلك وهي تعيش حياة الفقر والحاجة، او تقبع في أدنى مراتب السلم الاجتماعي معيشة ومكانة واهتماما.

  لقد ادى تراجع سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية  الى تراجع وتدنى مستوى المعيشة في اليمن، وتضررت شريحة الأكاديميين مثلها مثل بقية شرائح المجتمع،  وبات من الصعب على هذه الشريحة ان تحصل على أدنى متطلبات الحياة، واصبحت مهددة في لقمة عيشها وفي مسكنها وفي صحتها وفي ملبسها، وتحت شدة الحاجة اضطر الكثير من اكاديميي جامعة عدن أن يعملون في أعمال ومهن لا تتناسب مع مؤهلاتهم ومكانتهم العلمية والأكاديمية، لكي يوفرون لاسرهم لقمة العيش بعد ان أصبح الراتب لايفي باللازم منها،  الأمر الذي دفع بأعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في جامعة عدن،  ممثلة بمجلس نقابتها إعلان الاضراب الشامل والمفتوح بعد ان مس معيشتهم الضر في ظل تجاهل وإهمال متعمدين من قبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي والمجتمع الدولي، ورفع مجلس نقابة اساتذة جامعة عدن مطالب أولية بسيطة،  طالبوا الحكومة اليمنية تلبيتها،  مالم فإن إضرابهم سيستمر وسيصعدون من فعالياتهم الاحتجاحية حتى تستجيب الحكومة لها.

  وتتلخص مطالب الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في جامعة عدن بالآتي :

1 - تسوية مرتباتهم بقيمتها من العملة الصعبة (دولار )  قبل عام 2015م. ( كان راتب الأستاذ المساعد يساوي الف دولار فقد قيمته حتى أصبح اليوم 170دولارا )

2 - ردم الهوة او الفارق الكبير في الراتب ما بين الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة بحيث يصل راتب المدرس إلى ثلثي الأستاذ المساعد، وراتب المعيد إلى نصفه.

3 - سرعة نقل مرتبات من يعمل من المعينيين أكاديميا من مرافقهم الى الجامعة،  وتوفير التعزيز المالي لمن لا يعمل في وظيفة، (هناك ما يقرب من الف معين أكاديميا يدرسون في كليات جامعة عدن  المختلفة لعقد من الزمن ويزيد).

4- إطلاق كافة العلاوات والتسويات والمستحقات المالية لأعضاء الهيئة التدريسية المتوقفة لسنين عديدة.

 هذه أهم مطالب أساتذة جامعة عدن وهي مطالب حقوقية عادلة يصر المدرسون على نيلها، إلا أن حكومة  الدكتور معين عبدالملك تفاعلت معها بسلبية رغم انها دعت  رئيس مجلس نقابة أساتذة جامعة عدن الدكتور فضل ناصر مكوع للجلوس للبحث والنقاش في هذه المطالب يوم الاثنين الموافق 2021/12/13 م الا انها لم تلتزم بتحقيق شي منها، وحاولت الالتفاف عليها عن طريق طرح بعض المعالجات لحقوق مالية مستحقة لكنها لم تلتزم بتحقيق اي من المطالب التي تضمنها بيان النقابة رقم (3) ، الأمر الذي دفع بمجلس النقابة في اجتماعه يوم أمس السبت الإقرار بإجماع كل أعضائه مواصلة العمل بقرار الاضراب الشامل ، ودعت جميع النقابات ومنظمات المجتمع المدني لمساندة اضراب أساتذة جامعة عدن وتشكيل موقف نقابي حقوقي شعبي ضاغط على الحكومة لكي تنهض بواجبها تجاه موظفي الدولة خاصة ومواطنيها عامة.

 

د. حمود يحيى علي اليهري

    19 ديسمبر 2021م

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر