7 يوليو.. بين ذكرى الاجتياح وواقع التحرر الجنوبي

7 يوليو.. بين ذكرى الاجتياح وواقع التحرر الجنوبي

قبل 6 ساعات
7 يوليو.. بين ذكرى الاجتياح وواقع التحرر الجنوبي

محمد باتيس

تحلّ الذكرى الحادية والثلاثون لاجتياح الجنوب في 7 يوليو 1994م، لا كتاريخ هزيمة، بل كلحظة وعي تاريخي سقطت فيها شرعية "الوحدة" تحت جنازير الدبابات، وتشكلت ملامح الانفصال السياسي والنفسي بين الجنوب والواقع المفروض عليه. لم تكن الحرب ناتجة عن خلاف سياسي، بل كانت إعلانًا عن مشروع إخضاع شامل، تجسّد في اجتياح دموي، وتدمير ممنهج لمؤسسات الدولة الجنوبية، وتفكيك للبنية الوطنية والاقتصادية، ونهب للثروات، وطمس للهوية. لكن الجنوب لم ينكسر، ففي 7 يوليو 2007م، انطلقت شرارة الحراك الجنوبي، وبدأ مسار طويل من النضال الوطني، تُوّج بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م، كإطار سياسي يمثل تطلعات شعب الجنوب ويقود مشروع التحرير والاستقلال. واليوم، لم يعد الجنوب قضية مؤجلة، بل محور أي تسوية عادلة، والمجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد أن استعادة الدولة الجنوبية حقٌ غير قابل للتفاوض، وأن أي تسوية لا تُبنى على احترام إرادة الجنوبيين لن يكتب لها النجاح وستظل إدارة مؤقتة لأزمة مزمنة. إن الجنوب عامل استقرار حين تُحترم إرادته، ومصدر توتر إن أُقصي، وكل محاولات إعادة إنتاج منظومة ما قبل 94، سواء بالعنف أو عبر أدوات ناعمة، ستُواجه بإرادة صلبة ورفض شعبي واسع. المجد والخلود للشهداء، والنصر الحتمي لقضية شعب الجنوب العادلة.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر