خرج اليوم إلى ساحة العروض في العاصمة عدن وكذلك نساء ابين ونساء لحج وقبلها نساء عدن في جموع غفيرة من المواطنين في انتفاضة عارمة تعكس مدى الغضب والاحتقان الذي بلغ ذروته جراء الأزمة المتفاقمة للخدمات الأساسية والانهيار المريع للعملة المحلية، حيث لم يعد خافيا على أحد أن هذه الأزمة التي تتجدد حلقاتها عاما بعد عام قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي بات جزءا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية والتدهور المستمر لقيمة العملة الذي أثقل كاهل المواطنين وجعل أبسط مقومات الحياة ضربا من ضروب المستحيل.
لقد تجرع أبناء الجنوب مرارة الصبر وتحملوا فوق طاقتهم الكثير مدفوعين بحبهم العميق ورغبتهم الصادقة في تحقيق هدفهم المنشود ألا وهو استعادة الدولة الجنوبية، إلا أن هذا الصبر مهما عظم لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية في ظل غياب أي معالجات حقيقية أو حلول جذرية من قبل حكومة الشرعية ومجلسها الرئاسي لهذه المعاناة المتزايدة، فبدلا من أن يلمس المواطن تحسنا في مستوى الخدمات أو استقرارا في وضعه المعيشي يجد نفسه أمام واقع يزداد قتامة يوما بعد يوم مما يجعله يشعر بأن تضحياته وصبره يقابلان بالتجاهل والإهمال.
إن خروج شعب الجنوب اليوم إلى الشوارع هو بمثابة صرخة مدوية تعبر عن رفضه لهذا الواقع المرير وتأكيد على أن قدرة التحمل قد بلغت منتهاها.
إنها رسالة واضحة إلى حكومة الشرعية والمجلس الرئاسي بضرورة تحمل مسؤولياتهم والتحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووضع حد لهذا التدهور الذي يهدد حياة الناس واستقرارهم، فمن غير المقبول منطقيا أو إنسانيا أن يظل شعب بأكمله رهينة لأزمة مستمرة دون أي حل يلوح في الأفق.
في الختام لقد وجه هذا الشعب الأبي رسالة قوية لا لبس فيها مفادها إن من اعتقد بأن سياسة حرب الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية ستغير في قناعاته الراسخة وتثنيه عن التمسك بهدفه الجنوبي، فإنه واهم، إنها سياسة فاشلة ولن تجد لها موطئ قدم في قلوب شعب نذر حياته لتحقيق تطلعاته المشروعة.
#شعب_الجنوب