الجنوبيون وحدويون!

الجنوبيون وحدويون!

قبل سنة

نعم، الجنوبيون وحدويون حتى النخاع، وهذا مبدأ سامي لأبناء الوطن الجنوبي، فالجميع يعلم أن أبناء الجنوب هم من سعوا إلى الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، وكانوا يتوقون إلى وحدة عربية قومية شاملة للم الصف العربي، فكان الجنوبيين يظنون أن الوحدة العربية تبدأ مع وحدتهم مع أشقائهم في الشمال، لكن ماذا حدث؟ ولماذا تغير نهج الجنوبيين في وحدتهم مع الشمال، لكن مبدأهم في الوحدة العربية لم يتغير.
دخل الجنوبيين بالوحدة اليمنية بعد أن قدموا تنازلات عديدة للشمال الذي كان يرفض الوحدة، فتنازل الجنوب عن العلم والعملة والرئاسة والعاصمة، وليس هذا فحسب، بل دخل الجنوب الوحدة وهو يمتلك ثروات هائلة، وموقع جغرافي استراتيجي، ومواني، ومساحة جغرافية شاسعة، في مقابل ذلك، لم يتنازل الشمال عن شيء بسبب انهُ لم ينظر للوحدة من منظور وطني عربي قومي، أو حتى من منظور شراكة بين دولتين، إلى جانب مساحته الصغيرة، وثرواته القليلة، فتمت الوحدة اليمنية في 21 مايو 1990م، وكان الجنوبيين يحلمون بعدها بوحدة عربية قومية شاملة، لكن حدث مالم يكن في الحسبان.
تخيلوا أن من رفض الوحدة حوّل الوحدة إلى مكسب يكسب منها الأموال والمناصب، فأعد نظام صنعاء خطة لتفكيك القوات المسلحة الجنوبية، ثم قام باتخاذ قرارات فردية دون الرجوع إلى شريكه الأساسي في الوحدة (الجنوب)، وقام بطعنه من الخلف، وحينها، وحين اعلن الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض أن الوحدة انحرف مسارها، واعلن فك الارتباط، كان نظام صنعاء قد أعد خطته للانقضاض على الجنوب، فشن حربًا همجية بشعة في صيف 1994م، فقتل من قتل من الجنوبيين، ونهب ما نهب من ثروات الجنوب، وممتلكات ابنائه، لتتحول الوحدة من وحدة عظيمة إلى وحدة حقيرة باطلة.
لم يكتفي نظام صنعاء بكل ما فعله من حرب وتدمير للجنوب، فقام بتهميش كوادره، واقصائهم، بل واغتيالهم، وقام بملاحقة كل من هو جنوبي يرفض الوحدة، ودمر البنية التحتية للجنوب، وجعل المركزية في صنعاء (عاصمة الجمهورية العربية اليمنية) وجعل عدن (عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) تابعة، وكأنها محافظة مثل باقي المحافظات رغم أن عدن مدينة مركزية تتمتع بثروة، ومواني، وسياحة، وموقع مهم.
لحظتها أدرك الجنوبيين أن هذه الوحدة ما هي إلا وحدة نهب وفيد، فقام مجموعة من الجنوبيين في جبال ردفان والضالع وغيرها من محافظات الجنوب بشن حملات عسكرية ضد قوات نظام صنعاء، وبعدها اعلن الجنوبيين حراكهم السلمي المطالب باستعادة دولة الجنوب المستقلة على حدودها المعترف بها دوليًا ما قبل 21 مايو 1990م، لكنهم واجهوا قمع قوات نظام صنعاء بهمجية وغوغائية فظيعة، لكنهم استمروا في نضالهم التاريخي السلمي، وما يزالوا.
وحين شاهد الجنوبيين العالم يتفرج على ممارسات نظام صنعاء ادركوا أن العالم لا يعترف بالحق، بل يُجبر على الاعتراف بالحق بالقوة، وأدركوا أن المقاومة هي الحل لأخذ الحق، فقرر الجنوبيين أن يعيشوا فوق الأرض وتحت الشمس بشرف، وعزة، وكرامة، فاندلعت حرب 2015م، وشنت ميليشيا الحوثي وقوات نظام صنعاء حربًا همجية ثانية ضد الجنوبيين، لكن الجنوبيين هذه المرة تصدوا لهذا الغزو بكل نخوة، وعزة، فطردوا ميليشيا الحوثي ونظام صنعاء في غضون أشهر، ولقنوهم درسًا في فن الحرب رغم أن الجنوبيين لم يمتلكوا السلاح الذي امتلكه الحوثي وقوات صنعاء، لكن إرادة الشعوب لا تقهرها أي قوة على وجه الأرض.
لذا أوجه رسالة لكل جنوبي مخلص لقضيته ووطنه وشهدائه بالحفاظ على ما وصل إليه الجنوب اليوم، والتشبث بهذه الانتصارات حتى الموت، فهذه كانت وصية والدي المرحوم المناضل العقيد الركن عادل صالح حنش الضنبري.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر