بين تجربة العليمي وحزم العتيبي لمن تكون الغلبة؟

بين تجربة العليمي وحزم العتيبي لمن تكون الغلبة؟

قبل 4 سنوات

بعد يوم واحد من توقيع اتفاقية الرياض خرج السيد عبدالله العليمي مدير مكتب الرئيس او مندوب حزب الاصلاح في مكتب الرئيس هادي ان صح التعبير بحديث شكك فيه من إمكانية تطبيق اتفاقية وقلل من فُرص تنفيذه مستنداً بذلك الى تجربة اليمنيين الغير ناجحة مع الاتفاقات ، اليوم وبعد مرور شهرين مكتملين على اتفاق الرياض المزمن هل نستطيع القول ان الرجل كان محقاً في حديثه؟

قد يكون العليمي محقاً الى حد كبير في حديثه عن تجربتنا مع الاتفاقيات ولعل الانقلاب على اتفاقية الوحدة واتفاقية العهد والاتفاق والانقلاب على فريق القضية الجنوبية في مؤتمر حوار صنعاء خير مثال ، غير ان استدلال العليمي بهذه التجارب واعتبارها فرضية مطلقة صالحة لكل مكان وزمان واطلاقها عقب يوم واحد من توقيع الرياض لا يدل على طرح منطقي وموضوعي بقدر ما يعبر عن ايحاء واضح ينم عن المكنون الداخلي لدى مدير مكتب الرئيس وللجماعة التي يدور في فلكها ويكشف حقيقة موقفهم الغير معلن من هذه الاتفاقية التي يروا فيها " كبوة " سلبتهم حق الاستفراد في السلطة ومنعتهم حق احتكار النفوذ وحرمتهم حق أحادية التصرف بموارد ومقدرات البلد..

موقف العليمي الذي يعد انعكاس لموقف حزبه من اتفاق الرياض ليس بخاف على أحد وما كانت الحكومة التي يهيمن عليها حزب الاصلاح لتقبل التوقيع عليه لو لم تُساق اليه مجبرة ومكرهة ، غير ان هذا الموقف الذي تعجز الحكومة المتأخونة عن الجهر به بحكم توقيعها عليه تحاول التعبير عنه من خلال عرقلة وإعاقة تمريره وايصاله لمرحلة الفشل ان امكن لها ذلك حتى يتسنى لها طرح مبادرة جديدة تعيد لها ما سُلب منها وتمنحها حق الإستفراد بالسلطة من جديد ولو شكل ذلك المسعى تحدياً واضح للتحالف العربي بقيادة المملكة راعيه الاتفاق .

هذا المساعي التي يتطلع العليمي وحزب الاخوان المسلمين الى تحقيقها عبر المراهنة على استماته ادواتها المتمردة التي ازحاها الاتفاق عن المشهد وطوى صفحتها الى أجل غير مسمى وأجل ليس بقريب جاء الرد عليها من قائد التحالف العربي بعدن العميد مجاهد العتيبي ليبدد هذه الأحلام والاوهام ويضع حدا لها ويؤكد ان المملكة العربية تعمل بعزم وحزم لتنفيذ الاتفاق وانه لن تتهاون مع المعرقلين ..

ينطلق العميد العتيبي في تأكيده على التعامل بحزم لتنفيذ الاتفاق من منطلق ان تعثر الاتفاق هو تعثر لدور المملكة وفشل الاتفاق يعني فشل للمملكة وبالتالي فان تنفيذه يشكل تحدي للمملكة يحدد قدرتها ودورها و امكانياتها وسمعتها غير ان عامل الوقت هو العنصر الذي يحدد مدى نجاحها من فشلها ، كما لا ينبغي اغفال وجهات النظر المشككة في قدرة المملكة حيث ان تعيينات المحافظين ومدراء الامن وتشكيل الحكومة الجديدة لا شي يبرر تأخير تنفيذه حيث لا يتطلب الحزم من المملكة لتمريره بعكس ما هو الحال في التعامل مع المتمردين الخارجين عن مظلة التحالف..

بعيداً عن التكهن في من سيكسب التحدي ومن ستكون له الغلبة في نهاية المطاف وبعيدا ايضاً عن خيارات المجلس الانتقالي التي لم نتطرق اليها في هذا السياق تظل هناك قوة خافية لا يلقي لها الكثيرون بالاً وهي القوة الاعظم التي سترجح الكفة والتي تكمن في إرادة اولئك التواقون للسلام والوئام والامن والامان اولئك الذين سئموا الحروب وتعبوا من عناء فجورها اولئك الباحثون عن الحرية والانطلاق نحو الرحاب الفسيح الذين يحمل معه نفحات كرامة وعزة الانسان، بإرادة اولئك فقط ستنتصر القيم النبيلة والعظيمة وستتحقق بها غايات وأمال الشعوب.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر