صرخة في واد !

صرخة في واد !

قبل 8 سنوات
صرخة في واد !

بسام المفلحي

 يبقى الحراك الجنوبي تجربة نضالية ثورية ، حمل خلال مسيرته الكثير من النجاحات كما رافقت تلك المسيرة أيضا الكثير من الإخفاقات والأخطاء ، وهنا أتعجب إصرار الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية تعمدهم عدم الاستفادة من تجاربهم السابقة .

فبالرجوع إلى تجربة الحراك وإذا ما تأملنا في واحدة من أهم الأخطاء التي وقع فيها في تقديري الشخصي انه لم يتنبه مبكرا لأهمية الاعتراف والتمييز بين القيادة الميدانية المسئولة عن تنظيم الجماهير وحشدها وتوجيهها لمواصلة الالتفاف حول مشروعها الثوري ، وبين القيادة السياسية التي يقع على عاتقها حمل الملف السياسي لمشروع الجماهير الثوري وترجمة تلك الجهود الجماهيرية والتنظيمية لتحقيق مكاسب سياسية من شأنها خلق حلول عملية للقضية الجنوبية .

وبرغم تغني كل مكونات الحراك حينها بأن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بإمتياز إلا أن السياسة ظلت غائبة بل ظلت هي الحلقة المفقودة في أداء جميع تلك المكونات .

ولأننا كجنوبيين نتعمد عدم الاستفادة من تجاربنا كما اسلفت وأحيانا نصر على تكرار اخطائنا نجد المشهد يتكرر اليوم مع قوى المقاومة الجنوبية وبمسمى آخر مجالس المقاومة الجنوبية التي تبدوا هي الأخرى غير قادرة على التمييز بين الدور المنتظر منها بعد معارك التحرير والمتمثل بقدرتها على تنظيم صفوفها حتى تتمكن من الامساك بزمام الأمور في الجانب الأمني والعسكري ، وبين أهمية الإسراع في إيجاد هيئة سياسية للمقاومة الجنوبية ، هي من يفترض بها أن تمثل الحامل السياسي للقضية داخليا وخارجيا طالما وان قوى المقاومة لا تعترف بالسلطة والحكومة الشرعية حتى الآن كحامل سياسي لقضية الجنوب .

أخيرا علينا أن نعي جيدا بأنه مهما بلغت التضحيات والخسائر التي قدمها ويقدمها وسيقدمها الجنوبيون ومهما وصلت معاناتهم ما لم يتمكنوا من صنع عمل سياسي واعي ومنظم قادر على مواكبة تحديات المرحلة ومعطياتها الراهنة فأنهم سيظلون قابعون في أماكنهم لن يتقدموا قيد أنمله نحو هدفهم المنشود وستظل كل الاجتهادات الفردية والعشوائية مرهقة لأصحابها قبل ان تكون معطلة للقضية وسيبقى مصيرها كمصير صرخة أطلقت في واد . 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر