تناقضات أداء الأنصار

تناقضات أداء الأنصار

قبل 9 سنوات
تناقضات أداء الأنصار

بسام المفلحي

  

 

لا تزال خطابات السيد بشكل خاص ، وسياسة جماعة أنصار الله بشكل عام ، تتسم بالضبابية وعدم وضوح الرؤية التي تحدد توجهات وقناعات الجماعة حول الكثير من المحاور الأساسية للمرحلة القادمة ، لعل أبرزها :

 

* الجماعة لم تقدم أي تصور عملي لمواجهة الوضع الاقتصادي القائم والأهم القادم .

* لا تزال الجماعة وزعيمها تبدوا عاجزة عن مد أي جسور من شأنها تعزيز الثقة بينها وبين الجنوبيون ومستقبل قضيتهم ، ولو حتى على مستوى إنهاء محنة الأسير الجنوبي أحمد المرقشي بعد ان أصبحوا اليوم المعنيين بهذه القضية التي لطالما تغزلت بها الجماعة خلال فترة ما قبل 21 سبتمبر 2014 م ووظفوها سياسيا أكثر من توظيفهم لقضية معتقليهم الذين أصبحوا اليوم جميعا يتمتعون بالحرية .

* في ظل حديثها المستمر عن الشراكة التي جعلت منه عنوانها الأبرز طوال الفترة الأخيرة ، إلا أنها تقف عاجزة عن تقديم أبسط تعريف للشراكة التي تنادي بها لا مع قوى الحراك في الجنوب ولا مع القوى السياسية في الشمال .

* قد يبدو واضحا من خلال الأقدام على خطوت الإعلان الدستوري أن الجماعة قررت أن تعلن عن نفسها كسلطة جديدة للبلاد ، إلا أنها في الواقع بدت تظهر حالة انفصام سياسي تمارسه من خلال خطابها السياسي وسلوكها الحالي وهو ما يجعلها تقف عاجزة عن تقديم نفسها للشارع اليمني حتى الآن كسلطة جديدة حاكمة أو جماعة معارضة لا تزال قائمة .

* الملاحظ أيضا التخبط في مخاطبة الجيران والأشقاء حينا توددا وحينا توعدا ، أما ما حرص السيد على التأكيد عليه بالذات في آخر خطابين بأن سلطته القادمة لا تحمل أي مسارات عدائية تجاه القوى الدولية والمجتمع الدولي عموما فدرجة مصداقية مثل هذا الكلام أمام تلك الدول يكون صفرا لمجرد سماعهم صيحات الصرخة التي رافقت مسيرة الجماعة ولا تزال والتي أضنها ستتلاشى لتختفي بشكل نهائي في القريب القادم .

* رغم أن العلاقة التي تجمع أنصار الله بإيران اليوم باتت واضحة للجميع ، إلا أن الجماعة لم تمتلك حتى اللحظة الشجاعة الكافية والقرار والآلية المناسبة لتوضح رسميا للشارع اليمني طبيعة تلك العلاقة خصوصا بعد الوضع الجديد الذي وصلوا إليه، بل تحاول غض الطرف عنها بشكل متعمد وهي بذلك تؤكد القناعة العامة التي رسمت في ذهنية الناس حول شبهة تلك العلاقة ، في الوقت الذي كثير من حلفاء إيران عربيا لا توجد لديهم أي مشكلة في هذه المسألة .

في تقديري لا تزال مسيرة أنصار الله مسيرة ليست باليسيرة بل أستطيع القول أنها تكاد تكون شبه مستحيلة ، لكن علينا أن نتذكر كيف كانت بداياتها الأول? والى أين وصلت اليوم بفضل عزيمتهم الصلبة وإرادتهم التي لم تقهر حتى الآن وقوة اعتقادهم بعدالة ما يضحون من أجله .

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر