مجزرة مركز بدر وجامع الحشوش ..... وحاجتنا الى رؤية وطنية لمحاربة الإرهاب

مجزرة مركز بدر وجامع الحشوش ..... وحاجتنا الى رؤية وطنية لمحاربة الإرهاب

قبل 9 سنوات

 لن ينجح طرف بمفرده في محاربة الإرهاب، ولن ينجح حتى نظام بكل إمكاناته بمحاربته ما لم يكن هناك استراتيجية وطنية يتبناها الجميع لمحاربة الإرهاب ليس على المستوى الأمني والعسكري انما على جميع المستويات.

الإرهاب ليس وليد اللحظة ولم ينتج عن خلل أمني، بل تم صناعته ورعايته من قائمين على النظام خلال العقود الماضية، وتغلغل في مفاصل المجتمع والدولة كذلك، وتم توظيفه في افغانستان ثم في صراعات محلية منذ حرب صيف 94م وفي حروب صعدة ومن ثم في سورية والعراق واليوم يضرب الإرهاب في كل بقعة داخل اليمن.

الإرهاب أشبه بالوباء ومحاربته لا يجب أن تتوقف عند محاصرة أو قتل البعوض، بل يجب ردم المستنقع ووقف التسرب، ولن يتأتى ذلك الا بالعمل على رؤية وطنية لمحاربة الإرهاب وفقاً لدراسة بحثية علمية تتعمق في التعرف على الأسباب والحلول، وتدرسه من كل النواحي، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية الاعلامية.

                                                   ***
انهيار مؤسسات الدولة، والأزمة السياسية، وأزمة الشرعية، والفقر المدقع، والجهل المتفشي، والاعلام المنفلت، والتحريض المذهبي والمناطقي والطائفي، كلها أدوات لصناعة الإرهاب، وكل مشارك –بشكل سلبي- في أي جزئية منها مُشارك في ما نحن فيه، فقط يختلفون في نسبة المشاركة.

الإرهابي مواطن بسيط مغرر عليه من حيتان السياسية ومرتزقة الدين، يمولونهم ويوفرون له الأدوات وينقلونه الى المكان الذي يريدونه أن ينفجر فيه ويقولون له ما عليك الا أن تضغط الزر وستنتقل الى الجنة وستستقبلك سبعين حورية، ولو وجد ذلك الشاب تعليم جيد، وفرصة عمل، وتمكن من الزواج وبناء أسرة ما انتمى لمثل تلك المجموعات.

الأزمة السياسية وانسداد طريق التبادل السلمي للسلطة وقمع التيارات لبعضها البعض كلاً في نطاق سيطرته الأمنية والعسكرية كلها عوامل تساعد على تفشي تلك الظاهرة، ويفترض أن تدفع الجرائم التي تم ارتكابها الأطراف السياسية الى المسارعة بإخراجنا من نفق صراعاتهم وخلافاتهم عبر التوصل الى تسوية سياسية.

                                                          ***
الانفلات الإعلامي والتحريض عبر القنوات الفضائية ومختلف الوسائل بحاجة الى مراجعة وميثاق شرف يضبط المصطلحات ويحيل كل من يخالف ذلك الى نيابة الصحافة والمطبوعات ليتم اتخاذ اللازم حماية للمجتمع من تلك الآفة.

المناهج التعليمية والموروث الديني والخزعبلات المنتشرة فيه، خطباء الجمعة والتحريض الذي يمارسونه، التبرعات الخيرية المجهولة المآل، وغيرها الكثير من بؤر تفريخ وتمويل الإرهاب بحاجة الى تصحيح.

ماذا تتوقعون من بلد لا توجد فيه دار سينما واحده، ولا مسرح واحد ولا دار للأُبرا ولا صناعة سينما ولا معهد للموسيقى ولا أي مظهر من مظاهر الفن والثقافة ولا حتى أنشطة رياضية؟، حتماً سيتجه الكثر من الشباب الى أحضان تلك المجموعات التي تستغل طاقاتهم وتفجرها في غير محلها.

                                                           ***
محاربة الإرهاب بحاجة الى نظرة شاملة ودراسة علمية جادة وتكاتف مجتمعي وتوافق سياسي، الإرهاب ظاهرة تتفشى وبدأت تجد لها حاضنة شعبية وأماكن آمنة مستغلة الصراع السياسي الذي يسعى البعض الى تحويله الى صراع مذهبي أو مناطقي، ومحاربة هذه الظاهرة مسؤولية الجميع، تيارات سياسية ومجتمع وأجهزة سلطة.

على أنصار الله "الحوثيين" أن لا يتصدوا للمعركة ضد الإرهاب بمفردهم لأن ذلك قد يفاقم من تلك الظاهرة ويبرر للكثيرين الالتحاق بتلك المجموعات، وعلى حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" أن يحدد موقفاً واضحاً من القاعدة ومن أنصار الشريعة وأن يفصل أي قيادي أو عضو فيه يناصرهم أو يدعمهم أو يؤويهم.

عليه أن يصدر بيان ادانة واضح لا لبس فيه للقاعدة وذراعها المحلية "أنصار الشريعة" دون مراوغة أو تعميم خصوصاً أنهم اعترفوا باغتيال الخيواني وبالكثير من العمليات ضد الحوثيين.

بقاء موقف الحزب ملتبساً وبياناته عامة لا تذكر القاعدة وأنصار الشريعة بالاسم يجعل البعض ينظر اليه كواجهة سياسية لبعض تلك التنظيمات أو ينظر الى تلك التنظيمات أنها ذراع عسكري للحزب.

تحدثت عن ذلك –تفصيلاً- في المقال الذي دافعت فيه عن حزب الإصلاح أمام سعي أنصار الله لحل الحزب، وكنت واضحاً في دفاعي عن الأجنحة المدنية فيه وواضح أيضاً في مطالبته بتحديد موقف واضح من الارهاب.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر