عندما نخلط الدين بالسياسة

عندما نخلط الدين بالسياسة

قبل 9 سنوات

في اليمن تتحول المناسبات الدينية الجامعة الى مناسبات للاستقطاب السياسي والصراع الايدلوجي الديني، على عكس الكثير من دول العالم واغلب الدول العربية يتم الاحتفال بالمولد النبوي دون أن تصبح المناسبة محل استقطاب مع ان بعض الدول فيها اديان متعددة.
تتحول شوارع القاهرة مثلا وبقية المدن المصرية الى ما يشبه ساحات الاحتفالات والكرلفانات الوطنية حيث تتغير معالمها وتنتشر الزينة الخاصة بالمولد على محلاتها التجارية ويتبادل المواطنون -بما فيهم المسيحيون- التهاني والهدايا وعلى رأسها "حلويات المولد".
اخوان مصر يشاركون في هذه الاحتفالات لكن اخوان اليمن لديهم موقف من الاحتفال وافتى بعض علمائهم بأنه بدعة.
اعتقد أن السبب في ذلك هو تبني انصار الله للمناسبة فما كان من علماء الاخوان اليمنيين المتأثرين بالوهابية الا السعي لنزع الشرعية الدينية عن المناسبة وتورطوا في ذلك الموقف على عكس بقية اخوان العالم.
الصراع السياسي حول المناسبة الجامعة الى مناسبة للانقسام والاستقطاب السياسي، وجعل انصار الله يظهرون وكأنهم يحتكرون محمد "ص" والمخولون حصرا بنقل وتفسير رسالته حتى أظهر البعض امتعاضا من شخص النبي ومن رسالته نفسها، ومشاركات البعض على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تثبت ذلك.
هناك تزايد ملحوظ في عدد المشككين والمتشككين في الرسالة المحمدية بسبب اقحام الدين في الصراع السياسي وتبرير الكثير من الجماعات المتطرفة وعلى راسها القاعدة وداعش لممارساتها البشعة بروايات من الموروث الديني المفخخ بالكثير من الاكاذيب والخزعبلات.
عندما يصبغ الصراع السياسي بصبغة دينية فان الدين الجامع والرسول الكريم واهم الشخصيات الدينية يدخلون في الصراع ويصبحون محل تعريض وعامل من عوامل الانقسام، وهنا تفسد السياسة والدين معا، ولذا أدعو دائما الى فصل الدين عن السياسة، لنحافظ على قدسية الدين ونمارس السياسة بشكل واضح.
 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر