دائماً ما نشيد بقواتنا العسكرية والأمنية الجنوبية وقادتها وأفرادها، وبجهودهم وتضحياتهم العظيمة في الذود عن الوطن وعزته، وحماية أمن المواطن واستقراره.
ولطالما رددنا وأكدنا أن قواتنا العسكرية والأمنية الجنوبية خط أحمر، ولا نسمح بالمساس بها، ولا بقادتها ولا بأفرادها، وأن أي استهداف لهم هو استهداف لشعب الجنوب وقضيته، وكيان الوطن الجنوبي برمته.
بالأمس، شهدنا حادثة اقتحام مسجد عمر بن الخطاب بمديرية المنصورة، من قِبل وحدة أمنية تتبع إدارياً شرطة دارسعد، دون أدنى اعتبارات لحرمة بيوت الله وقدسيتها، وقامت باقتياد خطيب المسجد الشيخ محمد الكازمي إلى قسم الشرطة والتحقيق معه، قبل أن تطلق سراحه لاحقاً.
هذه الحادثة، وبغض النظر عن تفاصيلها وملابساتها، خلفت ردود فعل صادمة وواسعة النطاق، وأثارت استياءً كبيراً في الأوساط الرسمية والشعبية والدينية العدنية والجنوبية عموماً.
عندما ترتكب الأجهزة الأمنية أخطاءً كارثية كهذه، فإنها لا تضر بسمعتها وسمعة قادتها والقيادات الموالية لها فحسب، بل تهز ثقة المواطن فيها، وكلما زادت الأخطاء وتكررت تآكلت تلك الثقة أكثر فأكثر، وجعلت المواطن أكثر عرضة للتأثر بالدعايات والشائعات والإشاعات المغرضة، التي تحاول تصوير الأجهزة الأمنية على أنها أداة قمع بدلاً من أن تكون حامية للمواطنين وقضية الوطن.
تكرار نفس الأخطاء دون اتعاظ، هي بمثابة هدية مجانية للأعداء المتربصين بنا وبقضيتنا الجنوبية ومشروعنا التحرري. وهذه مسألة ينبغي الوقوف أمامها بحزم وعدم أهمالها أو التساهل مع مرتكبيها، مع مراعاة أن تكون الحلول أكثر حكمة وعقلانية في معالجة آثارها والحد من تداعياتها.
أمننا واستقرارنا مسؤولية جماعية، وحماية قواتنا الأمنية من الاستهداف الخارجي تتطلب أيضاً حمايتها من نفسها، ومن "غلطات الشاطر" الداخلية المتكررة، التي قد تفتك بها وتضعف من قدرتها على أداء واجبها وتجعلها أكثر عرضة للانكسار، وهذا ما لا نرضاه..
لذا، يتوجب علينا جميعاً أن نكون عوناً مسانداً ومساعداً لها في تجاوز مشاكلها وتلافي أخطائها، وعودة ثقتها بنفسها، حتى وإن تطلب ذلك منا "عقر ثور".. والله المستعان!