الأمين برس

2025-10-16 00:00:00

قراءة في رسائل مليونيتي حضرموت والضالع

اخبار وتقارير
2025-10-15 20:44:47

مقدمة :

لم تكن مليونيتي حضرموت والضالع مجرد حدثين عابرين بل محطة سياسية وشعبية فارقة حملت بين طياتها رسائل متعددة الاتجاهات ، عبّرت عن وعي شعبي عميق، وإرادة جنوبية متجددة ترفض الخنوع أو التراجع وفي قراءتنا لمشهد هذا الزخم الشعبي الهادر في كل من حضرموت والضالع ، يلحظ بأن الجماهير قد وجهت عدة رسائل هامة أبرزها الآتي :

 

الرسالة الأولى :

إلى من راهن على تفكك الصف الجنوبي ، أو على صراعات داخلية قد تعيق الخطى .

آتاهم الرد من الجماهير الهادرة في مليونيتي حضرموت والضالع حين قدمت مشهدًا من التماسك الوطني الأصيل كما أعادت التأكيد على أن التباينات لا تعني الانقسام ، وأن المشروع الوطني الجنوبي الجامع لا يمكن اختزاله في الأسماء بل يُصنع بإجماع الملايين في ميادين الشرف والنضال .

 

الرسالة الثانية :

إلى أولئك الذين راهنوا على استخدام أدوات الموت سواء من الجو أو من الأرض ، لإفشال إرادة الجماهير بالمليونيتين .

أتاهم الرد المزلزل من الجماهير الثائرة حين قررت بأن الرهان على الموت لإفشال الإرادة الجنوبية عبر الأدوات الإرهابية قد خاب ، ولا يخيف الجماهير التي اعتادت مواجهة الموت من أجل الكرامة واقتنعت بالموت في سبيل إنجاح المليونيتين ، أما الخلايا النائمة فوجدت نفسها أمام وعي مستيقظ لا يسمح بالاختراق أو العبث .

 

الرسالة الثالثة :

إلى من اعتقد أن بإمكانه تحويل الحشود إلى عبء، أو تسخيرها لخلق فوضى أو تشويش التنظيم العالي ، والانضباط اللافت،

أتى الرد من الزخم الجماهيري المنظم فالرسائل التي حملتها الملايين كانت كفيلة بتبديد هذه الأوهام، من خلال تقديم مشهد راقٍ يتجاوز كل محاولات الإرباك والتعطيل .

 

الرسالة الرابعة :

إلى بعض من بنى آماله على أثر الضغوط المعيشية، وتوقع أن الإفقار كفيل بكسر الإرادة .

أتى الرد مزلزلا من قبل الجماهير التي تدفقت كالسيول من كل حدب وصوب، لتقول إن الكرامة الوطنية لا تُشترى ولا تُباع، وإن الظروف مهما اشتدت ، لا تنتزع من الإنسان حريته في التعبير عن قضيته وحقه السيادي وكرامته.

 

الرسالة الخامسة :

إلى من كان يرى بأن الجنوب ساحة مفتوحة للتدخلات الإقليمية المعادية للجنوب لتغذية أدواتها الخاصة :

أتى الرد من الجماهير الهادرة بأن الجنوب محصّن بإرادة شعبه ، ومسنود بحلفاؤنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية الشقيقة ومعززا بالإرادة الدولية التي تؤمن بمن يسيطر على الأرض ، أما المراهنين

 

 

على اللعب من الخلف أو عبر الوكلاء فقد أصبح امرهم مكشوفًا ، وبأت كل محاولاتهم في التأثير على اتجاهات الشعب الجنوبي بالفشل كونها لم تعد تنطلي على أحد .

 

الرسالة السادسة :

إلى من كان يعتقد أن باستطاعته استخدام كيانات أمنية أو تشكيلات هجينة للتأثير على الحاضنة الجنوبية.

أتى الرد المزلزل من الجماهير الهادرة من قلب الميادين معلنة التفافها الكامل حول المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب العادلة ومنح الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي تفويضا شعبيا جديدا ، مؤكدين بأن الجنوب أكبر من أن يُستدرج أو يُحتوى بأدوات الضغط غير المباشرة .

 

الرسالة السابعة:

إلى أولئك الذين خدمتهم الظروف في يوم من الأيام ولم يجيدوا كيفية التعامل معها بما يخدم الحق الجمعي للجنوب بل ظنوا بأن رصيدهم السابق يمنحهم الحق في مصادرة قرار الجماهير أو توقع سلوكها .

جاءهم الرد من جماهير الجنوب الهادرة في مليونيتي حضرموت والضالع مؤكدة بأن الشارع الجنوبي يملك قراره بنفسه ، وأنه لا يخضع للحسابات الفردية أو قراءات الماضي ، بل يذهب حيث تقتضي المصلحة الوطنية ،بكل تجرد ووعي ومسؤولية.

 

الرسالة الثامنة :

إلى بعض الأصوات التي حاولت تغذية مشاعر الإحباط والتقليل من قيمة قيادات المجلس الانتقالي السياسية والعسكرية من خلال حملات ممنهجة ومقصودة .

أتاها الرد المزلزل من الملايين الهادرة في الميادين حين جددت العهد والولاء للأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ومنحته تفويضا جديدا وعبرت عن ثقتها واعتزازها بقيادات المجلس الانتقالي السياسية والعسكرية برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في لحظة كانت كل أدوات التحريض في أوجها ، وكأن الجماهير أرادت أن تقول: نحن من نمنح الشرعية، ونحن من نقرر توقيتها.

 

الرسالة التاسعة:

إلى من امتهن بث الإشاعات كأداة للتأثير على المزاج العام .

أتى الرد من الجماهير الهادرة لتؤكد سقوط كل الأكاذيب أمام مشهد الحقيقة، وسرعان ما تحولت محاولات التشويه إلى عامل محفّز للمزيد من الالتفاف والتمسك بالخيارات الوطنية.

 

الرسالة العاشرة

إلى أولئك الذين يخشون من اتساع الوعي الجنوبي ، ومن صعود الوجوه الوطنية النزيهة المعبرة عن الروح الحقيقية للجنوب .

أتاهم الرد من شعب الجنوب الثائر معلنا للملاء بأن الجنوب اليوم لا ينتظر من يمنّ عليه بالاعتراف، بل يصنع قياداته من ساحات الفعل لا من كواليس المصالح، ويختار رموزه من قلب المعركة لا من خارجها.

 

ختامًا:

لم تكن مليونيتي الضالع وحضرموت مجرد فعاليتين جماهيريتين، بل استفتاء جديد من قبل شعب الجنوب العظيم الذي تدفق بالملايين مجددا للعهد ومانحا تفويضا جديدا للأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي

لقد كانت جميع هذه الرسائل واضحة جسدتها الملايين الهادرة بالصورة والحركة والصوت في ميادين الشرف والنضال كما قُرئت جيّدًا في عيون من حاولوا التشكيك، أو راودهم الأمل في الالتفاف على صوت الميادين ولاسيما بعد أن لاحظوا تلك المعجزة الأسطورية التي صنعتها جماهير شعب الجنوب العظيم في مليونيتي حضرموت والضالع احتفاء بالذكرى ال٦٢ لثورة ال١٤ من أكتوبر الخالدة .

 

 

*باحث أكاديمي ومحلل سياسي

 

https://www.alameenpress.info/news/54277
You for Information technology