الأمين برس

2025-09-26 00:00:00

الرئيس الزُبيدي من نيويورك.. استقلال الجنوب هدف استراتيجي لا رجعه عنه

اخبار وتقارير
2025-09-25 21:22:26

في إطلالة سياسية مهمة من نيويورك، جدد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التأكيد أن القضية الجنوبية وحقوق شعب الجنوب تأتي في صدارة أولوياته، مشدداً على أن هدف استقلال الجنوب يظل ثابتاً واستراتيجياً، رغم التحديات الإقليمية والدولية.


جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها معه قناة سكاي نيوز عربية مساء الأربعاء، على هامش مشاركته في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تناول جملة من الملفات الوطنية والإقليمية المرتبطة بمستقبل العملية السياسية في اليمن، ودور الجنوب فيها.


*أولوية الجنوب ومعاناة المواطن


أكد الزُبيدي أن الوضع المعيشي وتطلعات شعب الجنوب تشكل المحرك الأساسي لمشاركته للمرة الثالثة في اجتماعات الأمم المتحدة، موضحاً أن الجنوب يمر بمرحلة مفصلية تتطلب حضوراً سياسياً فاعلاً في المحافل الدولية، بما يضمن إيصال صوت المواطنين ومعاناتهم إلى المجتمع الدولي.


وقال إن الجنوب لم يعد مجرد قضية محلية، بل أصبح شريكاً في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي لإثبات أن للجنوب حضوراً سياسياً متماسكاً وإرادة شعبية ثابتة.


*استقلال الجنوب

 
في حديثه، وصف الزُبيدي استقلال الجنوب بأنه هدف استراتيجي ثابت، مؤكداً تطلعه إلى رفع علم الجنوب تحت قبة الأمم المتحدة، باعتباره تعبيراً عن الإرادة الشعبية التي لا يمكن تجاوزها، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا الهدف لا يتعارض مع التزامات المجلس الانتقالي في مساندة القوى السياسية والعسكرية لمواجهة ميليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية.


وأضاف أن استعادة الدولة الجنوبية لا تعني الانعزال عن المعركة الوطنية الكبرى ضد مشروع إيران وأذرعها، بل تعزز من قدرة القوى المناهضة للحوثي على تحقيق توازن سياسي وعسكري يخدم استقرار المنطقة.


*اليات الديمقراطية


وتوقف الرئيس الزُبيدي عند مسألة مراجعة القرارات الصادرة عن مجلس القيادة الرئاسي منذ تأسيسه عام 2022، موضحاً أن الخطوة جاءت نتيجة لحالة الانفراد بصناعة القرار داخل المجلس..مشيرًا إلى أن اللجوء إلى الآليات الديمقراطية، مثل الانتخابات  في المحافظات المحررة، قد يكون الخيار الأمثل لتجاوز الخلافات الداخلية، بما يتيح إنتاج حكومة متماسكة تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية.


هذا الطرح اعتبره مراقبون رسالة مزدوجة: فمن جهة يؤكد التزام الرئيس الزُبيدي بالعملية السياسية والديمقراطية، ومن جهة أخرى يكشف عن قلق متزايد من استمرار حالة التباين داخل مجلس القيادة الرئاسي.


*مواجهة الحوثي


وفي ملف الحرب، شدد الرئيس الزُبيدي على أن خطر الحوثي تجاوز حدود اليمن، داعياً المجتمع الدولي إلى إبداء إرادة أكبر في مواجهة هذه الميليشيا المدعومة من إيران.


وأوضح أن تهديدات الحوثي لم تعد محصورة في الداخل اليمني، بل امتدت لتشمل أمن المنطقة والممرات الدولية، وهو ما يجعل مواجهته مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة.


كما استنكر الرئيس الزُبيدي حالة الانفلات الأمني في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح (جماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، مستشهداً بجريمة اغتيال الناشطة السياسية أفتهان المشهري، التي وصفها بأنها عمل إرهابي يكشف خطورة سيطرة التنظيمات المتطرفة على مؤسسات الدولة في بعض المناطق.

 

الاستقلال هدف لا رجعة فيه

 

خطاب الرئيس الزُبيدي في مقابلته مع سكاي نيوز عربية حمل مزيجاً من الثبات على الثوابت والانفتاح على الحلول.

وأكد بوضوح أن الاستقلال الجنوبي هدف لا رجعة فيه، لكنه في الوقت ذاته تحدث بلغة رجل الدولة الباحث عن شراكات سياسية ودولية، لا عن صراع مفتوح.

في الشأن الداخلي أراد الرئيس الزُبيدي طمأنة شعب الجنوب بأن معاناتهم المعيشية وتطلعاتهم السياسية حاضرة في كل خطواته.


خارجيًا بعث الرئيس القائد برسائل مباشرة إلى المجتمع الدولي أن الجنوب قوة مسؤولة قادرة على أن تكون شريكاً في حفظ الأمن الإقليمي والدولي.


سياسيا  وجه  الزُبيدي إشارات تحذير لبقية شركاء مجلس القيادة، مفادها أن الانفراد بالقرار لم يعد مقبولاً، وأن الديمقراطية هي البديل الآمن.

ويأتي حديث الرئيس الزُبيدي في توقيت بالغ الحساسية، إذ يتزامن مع حراك دبلوماسي دولي وإقليمي لبحث مستقبل اليمن، ويمكن القول إن خطابه أعاد وضع الجنوب في صدارة المشهد، ليس كقضية محلية، بل كركيزة أساسية في صناعة الحل السياسي والاستقرار الإقليمي.

https://www.alameenpress.info/news/53942
You for Information technology