الأمين برس

2025-05-25 00:00:00

الضالع في الذكرى العاشرة للتحرير.. شرارة الانتصار الجنوبي وبوابة استعادة السيادة

اخبار وتقارير
2025-05-24 21:19:09

يصادف الخامس والعشرون من مايو، الذكرى العاشرة لتحرير محافظة الضالع من قبضة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهي المناسبة التي باتت تُعد محطة مفصلية في تاريخ النضال الوطني الجنوبي، كونها شكلت نقطة الانطلاق الأولى لمعارك التحرير التي توالت تباعًا في لحج وعدن وأبين.

*كسر التمدد الفارسي

في مثل هذا اليوم من عام 2015، استطاع أبناء الضالع بقيادة القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، أن يسطّروا ملحمة وطنية خالدة، كسروا فيها وهم التمدد الفارسي في الجنوب، وأسقطوا أولى أحجار الدومينو لمشروع الاحتلال والإرهاب. وقد مثلت معركة الضالع، التي سُميت آنذاك "معركة الشرف والكرامة"، باكورة الانتصارات الجنوبية التي غيّرت معادلة الصراع وأثبتت أن للجنوب إرادة لا تُكسر.
معركة التحرير لم تكن مجرد انتصار ميداني، بل شكلت تحولاً استراتيجياً في مسار المواجهة، ونقطة ارتكاز أساسية في بناء وعي وطني جنوبي متجدد، أعاد الاعتبار للهوية الجنوبية التي تعرضت لمحاولات الطمس والتشويه منذ عام 1990م.


* محطة التحرير الأولى

 

تحرير الضالع هو المحطة الأولى ضمن مشروع وطني تحرري شامل، تبناه المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل الوحدة. وقد عزز هذا النصر من مكانة الضالع بوصفها قلعة للمقاومة ورافعة للمشروع الجنوبي، وأعاد ترسيخها كرمز وطني في الوجدان الجمعي لشعب الجنوب.

 

* التلاحم الجنوبي

 

لقد جسدت معركة الضالع وحدة الصف الجنوبي، حيث تلاحمت فيها كل القوى المجتمعية والعسكرية من مختلف مناطق الجنوب، في ملحمة نضالية نادرة، لا تزال أصداؤها حاضرة حتى اليوم في جبهات الضالع ويافع ولحج وأبين، التي تواصل تصديها للمليشيات الحوثية حتى الساعة.


* شاهد على ثمن الحرية

 

الضالع، التي حررت أرضها بدماء أبنائها، باتت نموذجًا يُحتذى به في الإرادة والصمود والتضحية، وهي المحافظة التي سُطرت على ترابها تضحيات الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين شكلوا وقود المعركة ودرع الجنوب المتين.

توثيق تلك التضحيات ونقلها للأجيال القادمة بات ضرورة وطنية، لتظل الضالع شاهدة على ثمن الحرية، ولتبقى سير الأبطال جزءًا من السردية الوطنية التي تبني هوية الجنوب الجديدة.

 

وفي ظل تلك التضحيات، كان لا بد من مواجهة الحملات الإعلامية المعادية التي سعت وما تزال إلى طمس معالم هذا النصر، وتشويه صورة المقاومة الجنوبية، واتهامها زيفًا بالإرهاب، وهي تهم لم تستطع أن تنال من إرادة أبناء الضالع، بل زادهم ذلك تمسكًا بقضيتهم العادلة وبمشروعهم التحرري.
ولعل من أبرز ما تحقق بعد تحرير الضالع هو تعزيز الأمن والاستقرار، من خلال الدور الذي لعبته السلطة المحلية والمقاومة الجنوبية، وتحت إشراف مباشر من المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تمكن من تحويل النصر العسكري إلى مكاسب سياسية وخدماتية حقيقية، رسخت الشعور بالسيادة وأعادت الثقة للمواطن.
ولم يكن هذا الإنجاز ليكتمل لولا الدور الكبير للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين قدموا دعمًا عسكريًا وإنسانيًا ساعد في تحقيق هذا الانتصار الجنوبي الأول، وشكلوا رافعة مهمة في معركة كسر المشروع الإيراني التوسعي.


* ترسيخ الوعي الجنوبي

 

كما أثبتت تجربة الضالع أن الحفاظ على النصر لا يقل أهمية عن تحقيقه، فالوعي الشعبي المتصاعد في الجنوب، وإدراك المواطنين لأهمية الدفاع عن منجزاتهم الوطنية، يشكلان اليوم خط الدفاع الأول في وجه أي محاولات اختراق أو انتكاسة.


* عهد يتجدد


في هذه الذكرى المجيدة، يتجدد العهد مع دماء الشهداء والجرحى بأن خيار الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدودها المعترف بها دوليًا قبل عام 1990م، هو الخيار الوطني الجامع، ولا بديل عنه. وهو ما تؤكده قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي دومًا، عبر خطاباتها وخطواتها على الأرض، سياسيًا وعسكريًا وتنظيميًا.
واليوم، وبعد عشر سنوات على تحرير الضالع، لا تزال الرسالة واضحة: الجنوب لن يعود إلى الوراء، والنصر في الضالع ليس إلا بداية معركة كبرى لم تنتهِ بعد. فالوادي، والمهرة، ومكيراس، ما زالت تنتظر موعد التحرير، ومعها ينتظر شعب الجنوب قيام مؤسسات دولته القادمة، بكل ما تحمله من طموحات في الاستقلال والتنمية والسيادة الكاملة.

 

وهكذا تظل الضالع، كما كانت، منارة للتحرر الجنوبي، وقلعة الثوار، ومركز إشعاع وطني لا ينطفئ، في وجه كل قوى الاحتلال والإرهاب .
 

https://www.alameenpress.info/news/51663
You for Information technology