حريضة.. هل هي بداية الحرب؟!

حريضة.. هل هي بداية الحرب؟!

قبل سنتين

بإصرارٍ عجيب تخطو قوات المنطقة العسكرية الأولى باتجاه إعلان الحرب على المواطنين الجنوبيين في محافظة حضرموت، لتعيدنا إلى أجواء الأعوام 2007-2009م في مناطق ردفان والضالع وعدن وغيرها، حينما كانت تلك القوات وتحت نفس القيادة تطلق نيران أسلحتها المتوسطة والخفيفة وأحيانا الثقيلة إلى صدور المواطنين العزل المحتجِّين سلمياً، وهذا ما حصل وما يزال مستمراً في مديرية حريضة حيث قصفت تلك القوات قرى المواطنين وتضرر من جرَّاء القصف مواطنون مدنيون وهُدِّمت منازل ومناطق سكنية لا ذنب لأهلها إلا إنهم يقيمون في منطقة غنية بالثروات والخيرات يهيمن عليها سارقو هذه الثروات وناهبو تلك الخيرات.

أكثر من دلالة يحملها هذا التصعيد ضد المواطنين في وادي حضرموت، فالحملة العسكرية تأتي بعد أيام على تصريح رئيس مجلس النواب بأن مؤامرة تحاك من أجل إسقاط حضرموت والمهرة من خلال المطالبة بمشاركة قوات المنطقة العسكرية الأولى في مواجهة الحوثيين في مأرب وصنعاء وبقية مناطق الشمال ما يعني أن رئيس مجلس النواب قد أعطى الضوء الأخضر لتلك القوات بأن يقتلوا كل من يطالب بذهابهم لتحرير أرضهم.

كما تأتي هذه الحملة العدوانية بعيد أيام من فعالية سيؤون المليونية التي برغم الحصار والتضييق والمطاردة والاعتقال وإطلاق النار على المشاركين فيها، أثار بها أهل حضرموت هيجان قادة تلك المنطقة العسكرية مثلما أذهلوا العالم بمستوى الحشد ودرجة الانضباط ومستوى الإصرار على التمسك بحقوقهم المشروعة المتمثلة في الاستفادة من ثرواتهم التي يتمتع بعائداتها الناهبون ويحرم الحضارم حتى من الحصول على الوقود لتسيير مركباتهم وتوليد الطاقة الكهربائية الضرورية لحياتهم ناهيك عن الحقوق الأساسية في تنمية مناطقهم من تلك العائدات التي تذهب إلى أرصدة اللصوص في بنوك العالم.

من الواضح أن قيادة قوات المنطقة العسكرية الأولى التي لا تجيد توجيه فوهات بندقيات أفرادها إلا إلى صدور المواطنين والتي لم نسمع عنها قط خوض أية مواجهة لا مع الجماعة الحوثية ولا مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة في وادي وصحراء حضرموت – من الواضح أن تلك القوات لم تشبع شهوتها في القتل والترهيب من خلال المواجهة المسلحة مع المشاركين في مليونية سيؤون، فذهبت لإشباع نهمها إلى الدم من خلال قصف القرى وهدم المساكن وإرهاب النساء والأطفال، وهي بذلك تصر على البرهان على أنها ليست سوى قوة احتلال تتعامل مع المواطنين كأعداء وتعتبر مطالبتهم بحقوقهم الاعتيادية المشروعة نوعا من التطاول والتمادي الذي يجب أن يعاقبوا عليه، كما يبدو أن هذه القوات قد أعدت العدة لحربٍ نعلم بدايتها ولكن لا أحد يمكن أن يتكهن بنهاياتها.

إنهم يستخفون بأبناء حضرموت ويقللون من احتماليات قدرتهم على المواجهة والدفاع عن أنفسهم وأسرهم وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية لكنهم سيكتشفون أنهم قد وقعوا في فخٍ لا يستطيعون منه فكاكاً يوم تخرج حضرموت ومعها كل الجنوب لاقتلاع شافتهم وتعليمهم الدرس الذي أبوا أن يتعلموه من تجاربهم في ردفان والضالع وأبين وشبوة وعدن ولحج وغيرها من مناطق الجنوب التي خرجوا منها منكسي الرؤوس مكسوري الناموس.

لقطة:

أسوأ أنواع الاحتلال هو ذلك الذي يدَّعي فيه من يحتل دارك وأرضك ويستولي على أملاكك- يدَّعي أنه أخوك وليس عدوك فيصادر مقتنياتك ويغتصب حقوقك بحجة صلة القرابة بينما هو لا يعترف لك حتى بحق الحياة العادية.

  

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر