المتعطشون للدماء (الإصلاح وتنظيمات القاعدة).. قادمون بإرهابهم

المتعطشون للدماء (الإصلاح وتنظيمات القاعدة).. قادمون بإرهابهم

قبل 4 سنوات
المتعطشون للدماء (الإصلاح وتنظيمات القاعدة).. قادمون بإرهابهم
تقرير / منير النقيب

يواصل حزب الإصلاح الإخواني في اليمن دعم التنظيمات الإرهابية، كداعش والقاعدة، وتمويلها؛ حيث حوّل مدينة مأرب، وهي قاعدة الإخوان الرئيسة باليمن، إلى إمارة للتنظيمات الإرهابية، وكذلك الأمر بوادي محافظة حضرموت.

ويستخدم حزب الإصلاح تلك التنظيمات المتطرفة كورقة ووسيلة ضدّ المعارضين له، كالمجلس الانتقالي وقيادات الحزام الأمني والنخبة، في شنّ هجمات إرهابية بتوجيه منه، دون أن يتحمّل مسؤوليتها، فيما يبقي الباب موارباً للاتفاقات السياسية في حال تغيرت الظروف الراهنة، وهو نهج قام عليه حزب الإصلاح الإخواني طوال الفترة الماضية؛ فمن جهة كان يعلن أنّه يقف إلى جانب الحكومة الشرعية في مواجهة الإرهاب، ومن جهة أخرى كان يعقد اتفاقيات مع الحوثيين، ويسلمهم مناطق تقبع تحت سيطرته، ويقدّم للقادة الإرهابيين المأوى والسلاح والعتاد، وهو ما تمّ كشفه بعد مقتل زعيم القاعدة، قاسم الريمي في منزل أحد قيادات حزب الإصلاح.

 

تقرير أوروبي

 

وفي سياق علاقة الإخوان بالتنظيمات الإرهابية ودعمها نشر مركز الأبحاث الأوروبي "European Eye On Radicalization"، المختص بالدراسات الراديكالية، تقريراً حول تطرف حزب الإصلاح وإرهابه في اليمن وجنوبه، مؤكداً أن الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية الأخرى يتبادلون الأقنعة ذاتها بحسب ضرورات الزمان والمكان، لكنهم يجتمعون في كونهم وجهاً شريراً واحداً يحول دون مستقبل مشرق لليمن.

ويقول التقرير إنه لطالما أعلن حزب الإصلاح اليمني منذ العام 2013 أنه ليس لديه أي انتماء لجماعة الإخوان المسلمين، بيد أن الحقائق تشير إلى تاريخ طويل ومعقد من الارتباط بين الجماعتين وجماعات متطرفة أخرى، مما يجعل حزب الإصلاح يلعب دوراً أساسياً في زعزعة استقرار اليمن على مدى عقود من الزمن، الأمر الذي لا يثقل كاهل الشعب اليمني، ويزيد النفور بين شمال اليمن وجنوبه فحسب، بل يقود كل الجهود الخارجية الرامية لحل الصراع في اليمن إلى طرقٍ مسدودة.

 

خلايا يقودها الزنداني

 

وأشار إلى أن جماعة "الإخوان" برزت لأول مرة في اليمن، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما قاد عبد المجيد الزنداني مجموعة من رجال الدين لإنشاء نظام تعليم ديني في شمال اليمن، إذ كانت تلك المدارس أو ما أُطلق عليها "المعاهد العلمية" تحاكي نظام المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان، وكانت نسختها اليمنية تهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الاشتراكي.

وكشف التقرير أن عبدالمجيد الزنداني، يُعد أحد أكثر الأسماء القيادية في حزب الإصلاح التي ربطت الحزب بأعمال عنف وجماعات دينية متطرفة أو إرهابية أخرى.

وتم تصنيف الزنداني كإرهابي في العام 2004 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية، فإن لدى الولايات المتحدة أدلة أن الزنداني يدعم الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، كما كان له دور فعّال في معسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وقد لعب دورا رئيسيا في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة والإرهابيين الآخرين.

وذكر التقرير أن من بين الحوادث الشهيرة التي ترتبط - بشكل معقد ومتداخل- باسم الزنداني وحزب الإصلاح والمنظمات الإرهابية، حادثة تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في جنوب اليمن التي راح ضحيتها 17 بحارًا أمريكيًا في العام 2000م.

وبحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، قال حمود الهتار، القاضي في المحكمة اليمنية العليا حينها: "الأشخاص المشتبه بهم في قضية (المدمرة) قالوا إنهم تصرفوا وفق فتوى للشيخ عبد المجيد".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها الزنداني وحزبه ملهمون أو محرضون على العنف، ففي العام 2010، هدد بإعلان الجهاد ضد القوات الأمريكية، إذا أرسلت قواتها لمحاربة الإرهاب في اليمن. كما اشتهر الزنداني كونه أحد أبرز القادة الروحيين لابن لادن.

 

جامعة الإيمان

 

وكما أسس الزنداني المعاهد العلمية في الستينيات والسبعينيات، قام أيضا بتأسيس جامعة الإيمان في صنعاء مطلع التسعينيات، وقد تم الاشتباه في كثير من طلاب هذه الجامعة أو اعتقالهم على خلفية أنشطة إرهابية، على سبيل المثال، تلقى الأمريكي المسلم جون ووكر ليند دروسًا في جامعة الإيمان في نهاية التسعينيات، قبل أن يلقى عليه القبض في أفغانستان كمقاتل إلى جانب طالبان.

وأشار التقرير أن عبد الوهاب الديلمي، الذي شغل منصب مدير جامعة الإيمان التي أسسها الزنداني لعشر سنوات، قد اشتهر عنه فتوى التحريض على قتل الجنوبيين في سنة 1994 وهو مما يثير سخط الجنوبيين على حزب الإصلاح إلى اليوم.

 

علي محسن الأحمر

ولفت المركز الأوروبي إلى أن علي محسن الأحمر، استطاع في السنوات التي تلت حرب الانفصال، عام 94م توطيد علاقاته مع بعض من رجال الدين المتطرفين والمقاتلين الذين تم ربطهم فيما بعد بأنشطة إرهابية داخل اليمن. ومذ ذلك الحين، اعتقد الأمريكيون بجدية ارتباط محسن بجماعات إرهابية، مثل جيش عدن أبين، وهو أحد أسلاف تنظيم القاعدة، والتي اشتهرت بتنفيذها لتفجير المدمرة الأمريكية في عدن كول.

 

أنشطة مشبوهة

 

ويرى التقرير أن حزب الإصلاح، لا يلعب دوره ككيان سياسي أو تجمع لمصالح قبلية محلية فحسب، بل ينخرط عالميا في أنشطة خيرية مشبوهة، ففي العام 2004 مثلا، اتهم المدعون العامون الفيدراليون في نيويورك فرع الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة بالعمل كواجهة لتنظيم القاعدة.

والجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية ترتبط بعلاقات مع الزنداني، كما أن أنور العولقي، أحد قياديي القاعدة البارزين، شغل منصب نائب رئيس المنظمة من عام 1998 إلى عام 1999، بحسب التقرير.

ورغم النكسات التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية في اليمن مؤخرا، وكذلك استماتة حزب الإصلاح، ببدء انحسار تأثير الأفكار المتطرفة التي زرعها تعليم متشدد فعال، ينبع من شمال اليمن منذ الستينيات والسبعينيات، ولكن التقرير في المقابل، يرى أن زوال ذلك التأثير نهائيا قد يتطلب جيلا كاملا، ويبدو أنه جيل من الصراع.

وخلص المركز الأوروبي في تقريره إلى "أن تاريخ الصراع في اليمن يقودنا إلى أن حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وفروعها، يتبادلون الأقنعة ذاتها بحسب ضرورات الزمان والمكان، لكنهم يجتمعون في كونهم وجها شريرا واحدا يحول دون مستقبل مشرق لليمن".

 

الإصلاح والحوثي

 

ويثير تمرّد حزب الإصلاح تساؤلات كثيرة، خاصة أنّه يخدم مصالح جماعة الحوثيين الإرهابية (ذراع إيران في اليمن).

وعلاقة الحوثيين بالإصلاح، لم تعد مستورة مثلما كان في الماضي، إذ أصبحت كلتا الجماعتين تلعبان على المكشوف لحساب بعضهما، وسط تجاهلات لكلّ الأعراف الدولية.

وتعدّ طبيعة الأحداث العسكرية التي شهدتها محافظة مأرب، مؤشراً على ذلك؛ حيث كشفت المستجدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف مدى قوة التنسيق والعلاقة القائمة بين مليشيات الإصلاح والحوثيين والتي تكللت بتسليم واستلام مواقع وعتاد عسكري في إطار هدنة وتحالف كان مخفيا طوال سنوات الحرب ليتضح جليا في مأرب والجوف.

ويؤكّد خبراء ومراقبون؛ أنّ الجيش الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح لا يتردد عناصره في توجيه الاتهامات الضمنية للمملكة العربية السعودية.

ويستغرب الخبراء من أنّ جبهات مأرب لم تراوح مكانها منذ خمسة أعوام، ولم تحقق، بغطاء جوي أو بدونه، أيّ نصر عسكري يذكر ضدّ الحوثيين تماماً، مؤكدين أنّ معركة نهم تستنزف دعم السعودية.

ويقول الخبراء: "هناك معلومات موثقة عن عشرات آلاف الجنود الوهميين، فضلاً عن نهب القادة العسكريين التابعين لحزب الإصلاح لرواتب الجنود الحقيقيين".

 

خطر يهدد السعودية

 

ويشكّل حزب الإصلاح خطراً كبيراً على المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنّه يسيطر على أجزاء كبيرة من المناطق المحررة.

وأشار محللون سياسيون إلى أن بقاء تلك المناطق تحت سيطرة الإخوان، وخصوصا الواقعة منها على الحدود، يشكل خطرًا على الأمن القومي السعودي.

وأضاف المحللون، أن معارك نهم الأخيرة، إضافة إلى العمليات الحوثية في مأرب، تؤكد أن المليشيا الارهابية قادرة على اختراق الجبهات التي يسيطر عليها الحزب وإسقاطها بكل سهولة.

وتابع المحللون، أن الخطر لا يتوقف عند حد سهولة إسقاط المليشيا لجبهات الإصلاح، بل تتجاوزها إلى الخيانة المتمثلة في إبرام الحزب صفقات مع الميليشيا، وهو ما أكدته قياداتها، والتي كان آخرها تصريحات محمد البخيتي لقناة "الجزيرة" القطرية حول هدنة غير معلنة من الحزب.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر