الأمين برس

2025-05-17 00:00:00

رسالة للمجتمع الدولي.. صرخة نساء الجنوب أمام التدهور المعيشي وسياسية العقاب الجماعي

اخبار وتقارير
2025-05-16 21:10:44

لم تكن التظاهرة النسوية التي شهدتها ساحة العروض في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن،  اليوم الجمعة، حدثًا عابرًا يمكن تأطيره في خانة الاحتجاجات الروتينية، بل حملت في مضامينها دلالات عميقة تعكس حجم الاحتقان الشعبي وتحوّلًا نوعيًا في مزاج الشارع الجنوبي، مع تصدّر النساء مشهد الاعتراض على تدهور الأوضاع في واحدة من أهم مدن الجنوب.


*صرخة مجتمعية


وخرجت حشود النساء إلى ساحة العروض، وهنّ يرفعن شعارات تندد بانهيار الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء والمياه والتعليم، ويرددن هتافات تطالب بتحسين الواقع المعيشي ، وما يلفت النظر في هذا الحراك ليس فقط نوعية الشعارات، بل هوية من أطلقها المتمثل بنساء عاديات من مختلف الطبقات الاجتماعية، تحوّلن إلى لسان حال مجتمع بأكمله لم يعد يحتمل مزيدًا من الصمت.


تقول إحدى المشاركات: "نحن أمهات وموظفات وربات منازل، لم نعد نستطيع الصبر على واقع يتدهور يومًا بعد آخر. أطفالنا بلا تعليم، بيوتنا بلا كهرباء، ومصروف البيت لم يعد يكفي ليومين".

هذه الشهادة تكشف أن ما جرى لم يكن مجرد تحرّك احتجاجي، بل ترجمة فعلية لحالة انهيار شاملة، بدأت تطال أعمدة الحياة اليومية في عدن.


* مطالب بالعيش الكريم  


اللافت في الحراك النسوي، رفع الشعارات المندده بصمت الحكومة والتي تتهمها بالفساد، وتحملها مسؤولية ما وصفنه بـ"المأساة المعيشية المفتعلة"، كما لم تخلُ التظاهرة من إشارات ناقدة للدور السلبي للمجتمع الدولي، الذي وصفنه بالصامت والمتواطئ مع معاناة سكان المحافظات المحررة في حرمانه من مقومات الحياة والعيش الكريم.


* عقاب جماعي


هذا التوجه يعكس إدراكًا متزايدًا لدى الشارع  في عدن والمحافظات المجاورة، بأن جذور الأزمة ليست فقط في فشل الخدمات، بل في غياب الإرادة السياسية لدى الجهات الحاكمة، واستمرار ما يصفه المواطنين بـ"عقاب جماعي ممنهج" يهدف إلى إنهاك المواطن في  الجنوب وكسر  آماله في استعادة دولته كاملة السيادة.

 

*النساء تتقدم خطوط المواجهه



لطالما لعبت المرأة الجنوبية أدوارًا مهمة في النضال الوطني، إلا أن تظاهرات عدن الأخيرة تفتح فصلًا جديدًا في هذا المسار، حيث تتقدم النساء اليوم خطوط المواجهة الشعبية، ليس فقط من بوابة حقوق المرأة، بل بوصفهن شريكات أصيلات في معركة الكرامة والعدالة الاجتماعية.

 

هذا التحول يعكس حجم التحول الاجتماعي في الجنوب، ويؤكد أن الأزمة الراهنة لم تعد تستثني أحدًا، بل توحد فئات المجتمع المختلفة في مواجهة سلطة مركزية متهمة بالفشل والفساد.


*عدن في مرمى الانهيار


تأتي هذه التظاهرات في ظل أوضاع متدهورة تعيشها عدن منذ سنوات، فالكهرباء شبه منعدمة، والتعليم مهدد بالتوقف، والأسعار في تصاعد جنوني، بينما الرواتب إما منقطعة أو لا تكفي لتغطية الحد الأدنى من متطلبات المعيشة. وفي ظل غياب الحلول، تتسع الهوة بين السكان والحكومة التي يرونها عاجزة أو غير راغبة في تحمل مسؤولياتها.


*اتساع رقعة الحراك الشعبي

 

ويرى مراقبون أن هذه التظاهرات النسوية ليست سوى بداية لتحرّك شعبي أوسع، قد يعيد ترتيب أوراق المشهد الجنوبي، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، خاصة في ما يتعلق بضرورة دعم خيارات أبناء الجنوب في إدارة شؤونهم بأنفسهم.


*مؤشر خطير


حين تخرج المرأة الجنوبية، المعروفة بصبرها وميلها للعمل بصمت، إلى الشارع صارخة في وجه الفساد والإهمال، فهذا يعني أن الأزمة وصلت إلى مستويات حرجة. إنها ليست فقط صرخة نساء، بل صرخة مجتمع يواجه خطر الانهيار، ويبحث عن كرامة مفقودة وعدالة غائبة.


ما يحدث في ساحة العروض، هو نذير انفجار اجتماعي يلوّح في الأفق، ما لم تُتخذ إجراءات حقيقية تعيد للناس ثقتهم بأن هناك من يستمع لمعاناتهم، ويعمل فعليًا على إنهاء مأساتهم.

https://www.alameenpress.info/index.php/news/51494
You for Information technology