في حدث وُصف بأنه محطة استراتيجية فارقة في مسار النضال السياسي والدبلوماسي لشعب الجنوب، دشّن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة الأمريكية واشنطن، وسط حضور رسمي وشعبي متميز من الجالية الجنوبية وعدد من الخبراء والمهتمين بالشأن اليمني والدولي.
وجاء حفل التدشين في توقيت يحمل رمزية وطنية عميقة، حيث يتزامن مع الذكرى الثامنة لإعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017، وهو الإعلان الذي مهّد لانطلاقة المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار سياسي حامل لقضية شعب الجنوب وتطلعاته نحو استعادة دولته المستقلة.
وأكد الرئيس الزُبيدي في كلمة ألقاها خلال الحفل أن تدشين بعثة المجلس في واشنطن يمثل "محطة مفصلية في مسار العمل السياسي والدبلوماسي الجنوبي"، مشددًا على أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المتواصلة لتثبيت الحضور الجنوبي في الساحة الدولية، وتفعيل قنوات التواصل مع صناع القرار في الولايات المتحدة ومؤسساتها السياسية والفكرية.
وأوضح الزُبيدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتطلع إلى بناء "شراكات فاعلة" مع المجتمع الأمريكي، بما يخدم مصالح شعب الجنوب ويُسهم في دعم جهود السلام والتنمية في المنطقة. وأضاف: "نعمل بكل التزام ومسؤولية على توسيع دائرة التفاعل الإيجابي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما يخدم قضيتنا ويُعزز حضورنا السياسي والدبلوماسي".
*دور وطني
وأشاد الرئيس الزُبيدي في كلمته بالجهود الحثيثة التي بذلها فريق المجلس في الولايات المتحدة، مثمنًا ما وصفه بـ"الدور الوطني الرائد" للجالية الجنوبية هناك، التي لم تتوانَ منذ انطلاق الحراك الجنوبي عن إيصال صوت الجنوب إلى المنابر السياسية والحقوقية والإعلامية في أمريكا.
وأشار إلى أن افتتاح بعثة واشنطن يُعد بمثابة الخطوة الأولى في خطة استراتيجية تهدف إلى افتتاح بعثات تمثيلية للمجلس في عواصم القرار العالمي، لنقل القضية الجنوبية من إطارها المحلي والإقليمي إلى نطاق دولي واسع، يعكس حقيقة تطلعات الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته على حدود ما قبل عام 1990.
* محطة مفصلية في المسار السياسي الجنوبي
وتُعد بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي في واشنطن أول تمثيل رسمي من نوعه للمجلس في الولايات المتحدة، وتأتي في سياق جهود دبلوماسية مكثفة يقودها المجلس منذ سنوات، تمثلت في المشاركة في محافل ومؤتمرات دولية، ولقاءات مع مسؤولين ومراكز أبحاث ودوائر صنع القرار في عدة عواصم كبرى.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها مؤشرًا واضحًا على تطور الأداء السياسي والدبلوماسي للمجلس، ونجاحه في ترسيخ القضية الجنوبية كملف قائم بذاته في أجندة الحوار الإقليمي والدولي حول مستقبل اليمن والمنطقة.
*تأكيد على الحق المشروع
وفي ختام كلمته، عبّر الرئيس الزُبيدي عن ثقته الكاملة بأن هذه الخطوات الدبلوماسية ستسهم في استعادة كافة حقوق شعب الجنوب المشروعة، قائلًا: "إن غدًا لناظره قريب"، في إشارة إلى ما يعتبره كثيرون حتمية تحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة دولته كاملة السيادة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الجنوب تحولات سياسية وأمنية متسارعة، وسط تأكيد شعبي واسع على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل السياسي والوطني لقضية الجنوب، وحامل مشروع التحرير والاستقلال.