الأمين برس

2025-12-25 00:00:00

في ظل سيطرة الإخوان.. الإرهاب يعود إلى المنطقة الوسطى مجددًا

اخبار وتقارير
2021-03-25 23:17:22

- ما تداعيات سيطرة مليشيا الإخوان على أجزاء من أبين وشبوة؟

- تفاصيل تعاون وتسهيلات إخوانية لعودة الإرهاب لمناطق أبين.

- مركز أوروبي يفضح علاقة حزب الإصلاح الإخواني بالإرهاب.

 

عاد مؤخرا الإرهاب إلى أبين، وأخذ يضرب بكل قوة، مستهدفا جنودا في قوات الحزام الأمني.

وشهدت الأيام الأخيرة عمليات إرهابية كثيرة في مختلف مديريات المنطقة الوسطى لمحافظة أبين، منها المحفد والوضيع ومودية ولودر وأحور ودثينة وامقوز وامريدة، حيث بلغت هذه العمليات الإرهابية أكثر من (15) عملية إرهابية ضد قوات الحزام الأمني، وبلغ عدد الشهداء أكثر من (47) شهيدًا من بين الشهداء قيادات، وجُرح أكثر من (27)، وتفجير منازل بعض قيادات الحزام الأمني.

 

 

 

كل هذه العمليات تأتي في ظل سيطرة قوات تابعة لحزب الإصلاح (فرع تنظيم الإخوان في اليمن) على جزء من أبين وكامل محافظة شبوة، في الوقت الذي غادرت فيه قوات التحالف هذه المناطق في وقت سابق.

وكانت قوات من التحالف مسنودة بالقوات المسلحة الجنوبية قد تمكنت قبل ثلاث سنوات من تحرير أبين وشبوة من عناصر تنظيم القاعدة إلا أن الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن سيطرة حزب الإصلاح على هذه المناطق أدت إلى عودة التنظيم الإرهابي من جديد والذي بدأ عملياته مؤخرا باستهداف قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد في مناطق مختلفة في أبين، وتحديدا فيما يعرف بالمنطقة الوسطى انتقاما من الجنوب ومجلسه الانتقالي الذي وقفت قواته سدا منيعا قبل أشهر لمنع قوات الشرعية اليمنية من العودة إلى العاصمة عدن.

 

الإصلاح والإرهاب

 

وقال العميد عبد اللطيف السيد، قائد قوات الحزام الأمني في أبين، في تصريح صحافي السبت 20 مارس/أذار 2021م: "الشرعية اليمنية، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح اليمني المتطرف، تتعرى يوما بعد يوم، وخير شاهد أحداث فجر الخميس في مدينة أحور، حيث شنت الجماعات الإرهابية - التي عاودت الانتشار في المناطق الوسطى لمحافظة أبين بعد أن وجدت حاضنة من بعض الألوية التابعة لحزب الإخوان، التي جعلت من المنطقة الوسطى مقرًا لها – عبر تنظيم القاعدة الإرهابي أعمالا إرهابية ضد قوات الحزام الأمني في المناطق الوسطى لمحافظة أبين".

وهذا التصريح من قيادي في الحزام الأمني، عُرف في وقت سابق بمحاربته للقوات المتطرفة والإرهابية في أبين، يكشف مدى التعاون والتسهيلات التي يقدمها حزب الإصلاح لعناصر تنظيم القاعدة بالعودة لمناطق أبين لتصفية الحسابات مع القوات المسلحة الجنوبية التي هزمت الإرهاب وحررت مناطق أبين وشبوة منه قبل زهاء خمس سنوات، كما منعت قوات الإصلاح من العودة إلى عدن.

 

 

 

ويعد هذا التطور، بحسب مراقبين، مؤشرا خطيرا يهدد الاستقرار في هذه المناطق، كما أنه مؤشر خطير لعودة الحرب من جديد، فالقوات الجنوبية وقوات التحالف لن تظل مكتوفة الأيدي وهي تشاهد المناطق الوسطى في أبين تسقط في يد جماعات الإرهاب ويتساقط أفراد القوات الجنوبية يوميا بين قتيل وجريح برصاصات غادرة إرهابية.

العميد عبد اللطيف السيد، وجه أيضا مناشدة عاجلة إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وإلى قيادة دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بالوقوف مع القوات المسلحة الجنوبية ومد يد العون لها، حيث انهم يخوضون معارك شرسة ضد الجماعات الإرهابية التي عاودت نشاطها في المناطق الوسطى لمحافظة أبين.

وتحمل هذه المناشدة التي أطلقها العميد السيد أهمية كبيرة لتدارك الوضع في أبين قبل أن تسيطر الجماعات الإرهابية على أبين بالكامل، كما حدث قبل نحو ثمان سنوات تقريبا حينما سيطر التنظيم على جعار وزنجبار وظل فيهما عدة أشهر قبل أن يتم تحريرهما من قبل القوات المسلحة الجنوبية مسنودة بقوات التحالف العربي.

ويقول العميد السيد: "إن الشرعية الإخوانية عمدت على ذلك العمل الإرهابي الجبان بنشر وجلب التنظيمات الإرهابية في مناطق تواجدها لحمايتها والتستر خلفها".

وأشار إلى أن "هذه العمليات الإرهابية لن تمر مرور الكرام، كما نؤكد لكم أن الرد سوف يكون قاسيًا، وسنلاحق هذه الجماعات الإرهابية إلى جحورها".

 

تبادل الأقنعة والأدوار

 

ونشر مركز أبحاث أوروبي تقريراً حول تطرف حزب الإصلاح الإخواني في اليمن وجنوبه، مؤكداً أنّ الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية الأخرى "يتبادلون الأقنعة ذاتها بحسب ضرورات الزمان والمكان، لكنّهم يجتمعون في كونهم وجهاً شريراً واحداً يحول دون مستقبل مشرق لليمن".

وقال التقرير، الذي صدر عن المركز الأوروبي المختص بالدراسات الراديكالية: "إنّه لطالما أعلن حزب الإصلاح اليمني، منذ عام 2013، أنّه ليس لديه أيّ انتماء لجماعة الإخوان المسلمين، بيد أنّ الحقائق تشير إلى تاريخ طويل ومعقد من الارتباط بين الجماعتين وجماعات متطرفة أخرى، مما يجعل حزب الإصلاح يلعب دوراً أساسياً في زعزعة استقرار اليمن على مدى عقود من الزمن، الأمر الذي لا يثقل كاهل الشعب، ولا يزيد النفور بين الشمال والجنوب فحسب؛ بل يقود كلّ الجهود الخارجية الرامية لحلّ الصراع في اليمن إلى طرقٍ مسدودة".

وأشار إلى أنّ "جماعة الإخوان برزت للمرة الأولى في اليمن، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما قاد عبد المجيد الزنداني مجموعة من رجال الدين لإنشاء نظام تعليم ديني في شمال اليمن؛ إذ كانت تلك المدارس، أو ما أُطلق عليها (المعاهد العلمية)، تحاكي نظام المدارس الدينية في أفغانستان وباكستان، وكانت نسختها اليمنية تهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الاشتراكي".

وكشف التقرير أنّ "عبد المجيد الزنداني، يُعدّ أحد أكثر الأسماء القيادية في حزب الإصلاح التي ربطت الحزب بأعمال عنف وجماعات دينية متطرفة أو إرهابية أخرى".

وتمّ تصنيف الزنداني كإرهابي عام 2004م من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب وزارة الخزانة الأمريكية، فإنّ لدى الولايات المتحدة أدلة عن أنّ الزنداني يدعم الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، كما كان له دور فعّال في معسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وقد لعب دوراً رئيساً في شراء الأسلحة نيابة عن القاعدة والإرهابيين الآخرين.

وذكر التقرير أنّ من بين الحوادث الشهيرة التي ترتبط، بشكل معقد ومتداخل، باسم الزنداني وحزب الإصلاح والمنظمات الإرهابية، حادثة تفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في الجنوب التي راح ضحيتها 17 بحاراً أمريكياً عام 2000.

وبحسب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، قال حمود الهتار، القاضي في المحكمة اليمنية العليا اليمنية حينها: "الأشخاص المشتبه بهم في قضية (المدمرة) قالوا إنهم تصرفوا وفق فتوى للشيخ عبد المجيد".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها الزنداني وحزبه ملهمين أو محرضين على العنف، ففي عام 2010 هدّد بإعلان الجهاد ضدّ القوات الأمريكية إذا أرسلت قواتها لمحاربة الإرهاب في اليمن.

كما أسّس الزنداني المعاهد العلمية في الستينيات والسبعينيات، قام أيضاً بتأسيس جامعة الإيمان في صنعاء مطلع التسعينيات، وقد تمّ الاشتباه في كثير من طلاب هذه الجامعة أو اعتقالهم على خلفية أنشطة إرهابية، على سبيل المثال؛ تلقى الأمريكي المسلم "جون ووكر ليند" دروساً في جامعة الإيمان في نهاية التسعينيات، قبل أن يلقى عليه القبض في أفغانستان كمقاتل إلى جانب طالبان.

وأشار التقرير أنّ عبد الوهاب الديلمي، الذي شغل منصب مدير جامعة الإيمان التي أسسها الزنداني لعشرة أعوام، قد اشتهرت عنه فتوى التحريض على قتل الجنوبيين عام 1994، وهو مما يثير سخط الجنوبيين على حزب الإصلاح إلى اليوم.

ولفت المركز الأوروبي إلى أنّ علي محسن الأحمر، استطاع، في الأعوام التي تلت حرب 94، توطيد علاقاته مع بعض من رجال الدين المتطرفين والمقاتلين الذين تمّ ربطهم فيما بعد بأنشطة إرهابية داخل اليمن، ومنذ ذلك الحين، اعتقد الأمريكيون بجدية ارتباط محسن بجماعات إرهابية، مثل جيش عدن أبين، وهو أحد أسلاف تنظيم القاعدة، والتي اشتهرت بتنفيذها لتفجير المدمرة الأمريكية في عدن.

ويرى التقرير أنّ حزب الإصلاح لا يلعب دوره ككيان سياسي أو تجمع لمصالح قبلية محلية فحسب، بل ينخرط عالمياً في أنشطة خيرية مشبوهة، ففي العام 2004 مثلاً، اتهم المدعون العامون الفيدراليون في نيويورك فرع الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة بالعمل كواجهة لتنظيم القاعدة.

والجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية ترتبط بعلاقات مع الزنداني، كما أنّ أنور العولقي، أحد قياديي القاعدة البارزين، شغل منصب نائب رئيس المنظمة من عام 1998 إلى عام 1999، بحسب التقرير.

وخلص المركز الأوروبي في تقريره إلى أنّ "تاريخ الصراع في اليمن يقودنا إلى أنّ حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان المسلمين، والتنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة وفروعها، يتبادلون الأقنعة ذاتها بحسب ضرورات الزمان والمكان، لكنهم يجتمعون في كونهم وجهاً شريراً واحداً يحول دون مستقبل مشرق لليمن".

 

مواجهة الإرهاب وإحباطه

 

واليوم تتزايد الأصوات في الجنوب بضرورة مواجهة الجماعات الإرهابية في أبين قبل أن تتسع وتستفحل وينتقل نشاطها لمناطق الكثافة السكانية في أبين وما جاورها.

ويقول مراقبون: "على التحالف أن يدرك تماما أن الجماعات الإرهابية التي عاودت نشاطها في أبين تحظى بحماية أمنية ولوجستية من قبل قوات الشرعية المخترقة من قبل قوات الإصلاح، وهذا يتطلب حشد الجهود لمواجهتها في أبين وشبوة؛ لأن بقاء شبوة في أيادي حزب الإصلاح هو ما يوفر حماية خلفية لهذه العناصر ويدفع بها لارتكاب جرائمها ضد الجنود الأبرياء من عناصر الحزام الأمني وقوات الدعم والإسناد".

ويرى مراقبون أنه على المجلس الانتقالي أن يطلب الدعم الكبير من قوات التحالف العربي لمواجهة الإرهاب المسنود بالشرعية في أبين.

ويرون أن ما يحدث في أبين يوفر خدمة غير مباشرة للحوثيين، ففيما يطالب الإصلاح القوات الجنوبية بالتوجه إلى مأرب لمقاتلة الحوثيين يتفرغ هو لقتالها في أبين في صورة من التخادم الواضح بين الإصلاح والحوثيين لاستهداف القوات الجنوبية ومحاولة لإضعاف المجلس الانتقالي وهو الأمر الذي يتطلب معه حشد الجهود في الجنوب لاجتثاث الإرهاب ومن يقف خلفه في أبين وشبوة ووادي حضرموت.

 

https://www.alameenpress.info/index.php/news/27920
You for Information technology