قد تجبرك الظروف يوماً لترتاد مستشفى يحمل إسم مقدس( الجمهورية ) ربما تدخله زائراً او مرافقاً لمريض أو ربما قد تكون أنت المريض نفسه ، فللوهلة الأولى ستكتشف أنك في حاضنة تظم أكبر تجمع لعصابة من حملة الشهادات الطبية ،وتبدأمعاناة المريض معهم ، خاصة إذا كان المرض يستدعي تدخل جراحي حيث تبدأ عملية المساومة حسب قدرة المريض إذا كان بإمكانه عملها في مستوصفاتهم الخاصة ، أو أن ينتظر المريض في قسم الترقيد حتى يحين دوره وما ادراك مادوره إذا لم يكن معه من يتابع الإطباء ،حتى وإن قرر المريض الإنتظار والصبر على الألم حتى يحين دوره في إجراء الجراحة لايعني أن العملية ستجرى مجاناً بل هناك رسوم تصل إلى نحو خمسين الف ريال يمني وبعضها ستين الف ريال يمني وبعضها ثلاثين الف ريال يمني وهكذا دواليك وهذا يسمونه حق الطاقم وكأنهم لايستلموا رواتب حكومية ، طبعا هذا ناهيك عن العمليات التي تستدعي وضع قطع معدنية مثل حالات الكسور حيث يتم دفع قيمة القطعة المعدنية بسعر مضاعف عن سعرها في الوكلات ، وبعملة الدولار ، ، والأدهي والأمر أن الطبيب يطلب من المريض في اليوم السابق لإجراء العملية الصيام من الساعة الثانية فجراً ، ويمسك المريض بالصيام إلى العصر منتظراً دوره في دخول العمليات ليأتي الطبيب ويطلب منه الإفطار ويستعد بالصيام لليوم الثاني، تصوروا أنهم صوموا شخص سبعة وعشرين يوم على هذا الرحيل ، وكل سبب هذا التأخير أنهم يمشون على قاعدة ( من يدفع أكثر يدخل أسرع) دون مراعاة لحالة المريض وآلامه وتدهور صحته، ، وقد يوعدك الطبيب وعد عرقوب ويغيب لتكتشف أن سبب الغياب هو أنه ذهب لإجراء عملية جراحية لأحد الحالات المرقدة في نفس المستشفي لكن في مستوصفه الخاص وهكذا تجارة بارواح الناس دون حسيب او رقيب.
في قسم العظام حيث يرقد الكثير من المرضى تجد القسم أشبه بالخرابة فالماء مقطوع في الحمامات والذباب أصبح من أكثر رواد العنبر في وقت النهار إضافة إلى رداءة التكييف الذي يكاد يكون منعدماً ،كما أن مياه المطر تسربت يوم امس من سقف القسم إلى فوف بعض المرضى المرقدين ، ومنذ يومين أصبح المولد الكهربائي الخاص بالقسم خارج نطاق الخدمة مما زاد من معاناة المرقدين في اوقات انقطاع الكهرباء الرئيسية ، كل هذا يحصل في ظل تجاهل إدارة المستشفى لمايحدث بل وتجاهل مكتب الصحه كونه يعتبر ان المستشفى هيئة مستقله مالياً وادارياً.
