الشباب هم عماد حضارة الامم وسر نهضتها وحاملو لوائها...

الشباب هم عماد حضارة الامم وسر نهضتها وحاملو لوائها...

قبل 8 سنوات

الشباب في عصرنا مهملون مضيعون مغشوشون مضللون..!!مابين الوقوع في المشكله والبحث عن الحلول والافتقاد للحاضنه السياسيه الصادقه الامينه لحل كل ماتعانيه هذه الفئه المجتمعيه من مشاكل بعد البحث والتاهيل لتجاوز كل تلك الصعوبات والمشاكل التي يعانوها وفقا" لكل التوجهات والرغبات الشبابيه المتعدده والمتنوعه وفقا" للرغبات الفطريه المغروسه في روح وكيان كل شاب
قال الله عز وجل:{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}، بيان واضح لمسؤولية الإنسان عن نفسه أولا، ثم عن أهله وأقاربه، وهي مسؤولية لا تتعلق بأمور الدنيا ومعايشها، بل تتعلق بأمور الدين، وعاقبة الانسان في الاخرة، حيث تجد كل نفس عملها، من خير أو شر، وتلقى جزاؤها الأوفى، إما في جنة عالية.. وإما في نار حامية..
إن الله تعالى يأمر المؤمنين بان يقوا أنفسهم وأهليهم عذاب النار، ومعلوم: أن وسيلة الوقاية من النار، ليست بتجهيز الملابس والأقنعة الواقية من حرها ولهبها.. ولا بإعداد وسائل إطفاء الحرائق.. بل تحصل هذه "الوقاية" بأمرين هما: " صلاح العقيدة"، بان تكون عقيدة صحيحة، بمطابقتها لما جاء به رسولنا الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، و" صلاح العمل"، بان تكون الأعمال صالحة، بموافقتها لشريعته الغراء، ومن دون ذلك، فلن يكون للإنسان منجاة من العذاب، ولن يكون له ملجأ أو مفر من العقاب يوم القيامة، إلا ما يختص به ربنا عز وجل بعض عباده المؤمنين العصاة، من العفو والغفران.
والمستفاد من معنى هذه الأية: إن الإنسان لا يجوز له أن يتلهى بأي شيء من أمور " الدنيا"، عما فيه مصلحته ومصلحة أهله في "الدين"، فيهمل واجباته، ويتخلى عن مسؤولياته، وأنه لا يجوز له أن يلهو عن طاعة الله، برغبات نفسه وشهواتها، أو: يلهو بأمواله وأولاده عن ذكر الله سبحانه وعبادته، باعتبارهم زينة الحياة الدنيا كما قال تعالى:{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا}، لأن الله تعالى نهى عن ذلك وحذر منه في قوله سبحانه:{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون}.
إن نطاق "الوقاية" التي أمرنا الله تعالى بها، لا ينحصر في مجال مصلحة النفس والأهل، بل يتعدى هذا النطاق، ليشمل المجتمع كله، عملا بالقاعدة الشرعية الواردة في الحديث الشريف :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
فالمجتمع مترابط بشبكة متكاملة من المسؤولية بدءا من مسؤولية الإنسان عن نفسه، وانتهاء بمسؤولية الراعي عن الرعية، تكفل له في حال وفاء المسؤولية حقها، أن يكون مجتمعا سعيدا... صالحا...
كما أن "الوقاية" المطلوبة للنفس وللغير، لا تختص بمرحلة معينة من مراحل حياة الإنسان، دون سواها من المراحل، بل هي واجبة في جميع مراحل الحياة البشرية، ولجميع طبقات المجتمع، من "الطفولة".. حتى:" الموت"..
وقد اهتم فقهاؤنا رحمهم الله تعالى في مؤلفاتهم، ببيان واجبات "المسؤول" في كل مرحلة من هذه المراحل، فوضحوا الأحكام المتعلقة بواجب الأبوين نحو ولدهما، من حين ولادته، حتى يموتا عنه، أو يموت هو عنهما، وفصلوا أيضا واجبات المعلمين والمرشدين، في تعليم النشء وتربية الشباب، وبينوا كذلك واجبات المجتمع، في التكافل والتضامن، لحمياة المسنين، والعجزة، والمعوقين، الذين لا معيل لهم، وحددوا أيضا واجبات الحاكمين جميعا، ـ أي:" المسؤولين" أيا كانت وظائفهم ـ تجاه الشعب كله: أطفالا وشبابا.. كهولا وشيوخا.. رجالا ونساء..
ومما لا شك فيه: أن "مرحلة الشباب" من حياة الانسان، هي المرحلة الأخطر والأدق، باعتبارها بداية التكليف الشرعي، ونشوة العمر وجدته، ولهذا اهتم المصلحون بالشباب، لرعاية شؤونهم، وتوجيه سلوكهم، وتقويم إنحرافهم، ووقاية أخلاقهم، ليغيشوا حياة سعيدة مستقرة، ويكونوا سعداء صالحين.
ولا شك أيضا في: أن الشباب في عصرنا، مهملون مضيعون.. مغشوشون مضللون.. تتخطفهم العقائد الفاشلة.. وتتجاذبهم التيارات الفاسدة.. لا موجه يوجههم نحو هدف شريف.. ولا قائد لهم يقودهم صوب غاية حميدة.. ولا حاكم يعطيهم جهده واهتمامه، وعطفه وحنانه.. فلذلك: هم في ضياع.. وفراغ .. وصراع.. لا تمتد لنجدتهم يد.. ولا يوضع لمأساتهم حد.. ولا تعالج أزماتهم بالجد.
تجاه هذا الواقع السيئ لشبابنا.. رأيت من واجبي نحوهم والتطرق لذلك من خلال مقالي هذا وهم إخوتي
هذا: مع العلم بأن الشباب ليسوا وحدهم الذين يعانون من " الأزمات"، بل إن أزماتهم جزء وبعض من أزمات المجتمع كله، والأزمات في مجتمعنا كثيرة.. ويا للأسف.. والعلاج قليل..
وربما قد يسأل سائل: لماذا ركزتم على "الشباب" من بين طبقات المجتمع؟؟.. ولماذا لا يصب الاهتمام على مرحلة "الطفولة والصبا"، باعتبارها المرحلة التأسيسية الخطيرة في حياة الإنسان؟..
وعن هذا السؤال نجيب: بأننا لا ننكر أهمية مرحلة "الطفولة" في حياة الإنسان، فهي ولا شك المرحلة الأهم، باعتبارها مرحلة الغرس والزرع والتلقين، و "الطفل" يكون فيها كالعجينة اللينة في يد العجان.. يشكلها فتتشكل، ويعركها فتنعرك.. بلا معاندة ولا معارضة.. فهو يصدق كل ما يسمع.. ويلقن العقائد والأفكار والعادات.. فيقبل.. إنه يثق بوالديه ثقة مطلقة.. إذ هو يراهما الصدق كله.. والشجاعة والشهامة والأمانة.. فلا يخطر على باله أنهما قد يلقنانه الضلال، أو يعلمانه الفسوق والعصيان.. أو يكذبان عليه ويغشانه.. فلذلك هو يأخذ عنهما ويقلدهما من دون تردد، وبلا تحفظ.. فلو أنهما عوداه عبادة الخنزير.. لعبده.. ولا عجب في ذلك.. فقد جاء في الحديث الشريف، فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متعددة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من يولد يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه.. أو ينصرانه.. كما تنتجون البهيمة، هل تجدون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها؟"، والجدعاء هي مقطوعة الأذن.
فالطفل حين يبلغ سن التكليف، يأخذ.. ويتلقى.. ويقلد.. ويصدق أي شيء.. ولو من الخرافات والأساطير.. فهو إن نشأ مؤمنا، فإيمانه بإيمان أبويه، أو أحدهما، المعزز لفطرته السليمة، وإن نشأ كافرا، فكفره من كفر أبويه اللذين علماه الكفر، وربياه عليه، ولكنه لا يبني شيئا من ذلك على قناعة شخصية، ولا على برهان أو دليل مستقل، وهو في هذه المرحلة، غير مطالب بذلك، حتى يصبح مكلفا"
قال ابوالعتاهية :
بكيت على الشباب بدمع عيني ------- فلم يغن البكاء ولا النحيب'
فيا أسفا اسفت على شباب ------- نعاه الشيب والرأس الخضيب'
عريت من الشباب وكنت غصنا "------- كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشباب يعود يوما" ------- لاخبره بما فعل المشيب'
، فالشباب هم عماد حضارة الامم وسر نهضتها وحاملو لوائها ، وهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة سن البذل والعطاء

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر