أين الذئاب الوحدوية مما تتعرض له عدن؟

أين الذئاب الوحدوية مما تتعرض له عدن؟

قبل 9 سنوات
أين الذئاب الوحدوية مما تتعرض له عدن؟

ليندا محمد علي

 

 طوال فترة النضال السلمي الجنوبي المتواتر منذ العام 1994م ومع سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى من نشطاء الحراك السلمي الجنوبي كان أصحاب المصالح، وشركاء حرب 1994م يتعاملون مع الثورة السلمية الجنوبية على أنها حالة شغب تستهدف "الوحدة اليمنية" التي عمدوها بالدم، ولم يلتفتوا قط إلى معاناة المواطنين الجنوبيين التي دفعتهم إلى الثورة على وحدة الاغتصاب والسلب والنهب، وتركوا صالح ونظامه يفعل ما يشاء بالجنوبيين ولم يتذكروا الجنوب إلا عندما بدأت مصالحهم تتعرض للخطر.

 

لقد كان هذا الموقف منسجما مع طبيعة هذه القوى التي لم تكون مصالحها إلا على حساب استباحة الجنوب أرضا وثروة وتاريخا وثقافة وهوية، وبالتالي فإن التصدي للثورة الجنوبية يمثل استمرارا في التمسك بتلك المصالح وتعزيزها ولهذا ظلوا يصمتون كلما تعرض الجنوب للظلم والضيم .

واليوم وبعد الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي والاستعداد للهجوم على الجنوب واقتراب القوات الحوثية من العاصمة عدن، خرس هؤلاء ولم نسمع لهم كلمة واحدة تعبر عن استنكارهم لهذه الحملة العدوانية غير المبررة.

 

أين القوى السياسية التي ظلت تردد أكذوبة الدفاع عن الوحدة خصوصا التجمع اليمني للإصلاح الذي تزعم قياداته أنها تتعامل مع الحوثيين وحليفهم صالح كخصوم ألداء؟ لماذا لم يرسلوا ناشطيهم وأعضاءهم وقبائلهم ليتصدوا لفيالق الزحف على عدن وهم الذين يمتلكون الأسلحة والمسلحين وهم الذين ما انفكوا يتشدقون بالحديث عن الأكثرية السكانية؟ لماذا ظلوا يتفرجون ويتشفون بالرئيس هادي وبالجنوب عندما بدأ الخطر يهدد هادي وأنصاره من الجنوبيين؟ لماذا لم يدينوا ما تتعرض له عدن من قصف بالطيران ومن حصار أوشك أن يعرض أهلها للاختناق والفناء؟ وكيف سمح محافظ تعز المدلل لجعل مدينته ومحافظته محط انطلاق للهجوم على عدن؟

 

 

 

من المؤسف إن هؤلاء لا نسمع أصواتهم إلا عندما تسود السكينة وتستتب الأمور، وسنتوقع أنهم  وبعد عملية التحالف الخليجي والدولي على مواقع الحوثيين أن نستمع لهؤلاء وهم يتباهون بأنهم صنعوا نصرا على الحوثيين وانقلابهم، وغدا سيبدأون بالتحدث عن الأغلبية السكانية وحقهم في التحكم بمصير الجنوب والجنوبيين.

 

 

 

إننا نقول لهم لقد علمكم الجنوب درسا يجب أن تستوعبوه وأظهر من الشجاعة والبسالة النادرتين ما لم يظهره سواه في أي منطقة يمنية، وواجه الحوثيين وعلي عبد الله صالح وقاتل الغزاة الجدد وعاد الجنوبيون مرة أخرى للتصدي بصدورهم العارية لتلك الجحافل التي زحفت بالآلاف على الجنوب واظهر الجنوبيون نبل أخلاقهم في التصدي للغزاة مثلما أظهروا نبلهم عندما أتوا إليكم في العام 1990 ودعوكم للشراكة في الأرض والثروة وتنكرتم لهم ورفضتم أن يكونوا شركاء في أرضهم وثروتهم التي هم أصحاب الحق فيها، وتذكروا أن الجنوب كان يقاتل وحيدا وأنتم تنتظرون ما ستؤول إليه نتائج المعارك لتستفيدوا منها فإن انتصر الرئيس خرجتم لتأييده وأن فشل تشفيتم فيه وتبرأتم منه.

 

وختاما نسجل أسمى آيات الإكبار والإجلال لأبناء الضالع ولحج وعدن وأبين والبيضاء البواسل الذين رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات والعدد صمدوا ببسالة ومقاومة نادرتين حتى لا تصبح اليمن سبية بيد إيران ولولا صمودهم لما أتى التدخل الخليجي ولسقطت اليمن بيد إيران وأنصارها.

 

ولا ننسى أن نسجل الشكر والتقدير لشباب الثورة في تعز الذين تصدوا لجحافل الحوثيين وأنصارهم من الأمن المركزي الموجه من يحيى صالح وعمه عفاش بوقفتهم السلمية ومواجهة الغزاة ومنعهم من التسلل إلى الجنوب.

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر