العام الجديد.. أثقال- آمال- تنبؤات

العام الجديد.. أثقال- آمال- تنبؤات

قبل 9 سنوات

أب تجرد من كل المشاعر الإنسانية يغتال ابنته الصغيرة ذات السنوات العشربوحشية لم تخطر على بال جبابرة المغول عند غزوهم للمشرق العربي قبل مئات السنين، ويرمي جسدها المثخن بالجراح حمدي دوبلة -
أب تجرد من كل المشاعر الإنسانية يغتال ابنته الصغيرة ذات السنوات العشربوحشية لم تخطر على بال جبابرة المغول عند غزوهم للمشرق العربي قبل مئات السنين، ويرمي جسدها المثخن بالجراح والحروق من أعالي جبال سمارة.. وغير بعيد من مسرح هذه الجريمة النكراء رجل لا يحمل من قيم الرجولة والمروءة شيئاً يتسلل وسط حشد جماهيري ليفجر نفسه المنتنة بين الناس موقعاً عشرات الضحايا في أوساط الأبرياء صغاراً وكباراً.. بهذه الفظائع والمشاهد المأساوية للدماء والأشلاء اختتم العام المنصرم آخر لحظاته على الصعيد المحلي.
وعلى ما يبدو فقد أبى عام2014م أن يرحل دون أن يحاول البحث عن ما يترحم عليه من خلال التذكير بما جرى في آخر أيام العام الذي سبقه وبالتحديد ما وقع في الخامس من ديسمبر من عام 2013م حين اقتحم عدد من الرجال الناقمين على الحياة والإنسانية مستشفى مجمع العرضي في العاصمة صنعاء وأطلقوا العنان لخيالاتهم المريضة للتفنن في قتل الناس والتنكيل بالأبرياء طمعاً في بلوغ جنات النعيم ومعانقة الحسان من نساء الحور حسبما يزين لهم الشيطان سوء أعمالهم.
وكيفما كان فقد انقضت أيام عام كامل من الأحداث والوقائع المليئة بالأثقال والدموع والآلام ودلفنا عاماً جديداً ومعه تسابق المنجمون والعرّافون وقراء الكفوف وعبر الفضائيات المختلفة للتنبؤ والتكهن بأحداثه وكوارثه البشرية والطبيعية..وهاهي العرافة اللبنانية الشهيرة "ليلى عبداللطيف" تتحفنا بتوقعاتها عن اليمن في العام الجديد وكيف ستحتدم حدة الأزمة لتتسع رقعة العنف إلى حدود البلدان المجاورة، وعن أفول رجال بارزين عن المشهد السياسي وسطوع نجوم آخرين وعن وصول مبادرة أخرى لتأخذ الطابع المصري الخليجي هذه المرة.
وبعيداً عن هذه التنبؤات التي نؤمن بأن أصحابها كاذبون ولو صدقوا كما ورد في الأثر فقد أصبحنا اليوم نعيش ثالث أيام العام الجديد والذي يصادف ذكرى مولد الرسول الأعظم نبي الرحمة والهداية للعالمين.
ففي مثل هذا اليوم الـ12 من ربيع الأول قبل زهاء 1500سنة تقريباً كان العالم على موعد مع مولد خير البشر ومعلم الإنسانية الأول وهاديها إلى الخير والرشاد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. يومها كان الظلم والظلام والفساد قد بلغ مداه ووصلت أخلاق الأمم إلى أدنى مستوياتها من التردي والانحطاط في مختلف أرجاء المعمورة لتسود شرعة الغاب وقانون القوة.. ولم يكن هناك من بقايا معالم الخير على الأرض حينها سوى البيت العتيق بمكة المكرمة والذي كانت تملأ أرجاءه مئات الأصنام والتماثيل التي اعتقد عرب الجاهلية أنها تقربهم إلى الله زلفى، لذلك فقد كان هدفاً للأحباش الذين سعوا إلى هدمه وتقويض أركانه وحركوا جيشاً جراراً وبقيادة أبرهة الحبشي الذي رد الله كيده وأفنى جيشه في معجزة الطير الأبابيل وحجارة السجيل المذكورة في القرآن الكريم.
في ذلك العام الذي أسمته العرب عام الفيل نسبة إلى هذه الحادثة ولد محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم عليه وآله الصلاة والسلام.. وحقاً فحين يشتد الظلام وتستحكم حلقات المحن والشدائد يكون الإيذان بانبلاج الفجر وقرب ساعة الفرج.. وبالفعل فما هي إلا سنوات وإذا بهذا المولد المبارك في شعاب مكة وسط كل ذلك السوء يتمكن وفي ظرف زمني قصير من إحالة الظلام إلى نور تهتدي به البشرية واستبدال كل ذلك الجهل والتخلف والطغيان بحضارة إنسانية عريقة لا تزال تغدق على الإنسانية بخيراتها وعطاءاتها المثمر
 

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر