لاستهداف الجنوب.. كيف يصنع إعلام الإخوان خطاب الشائعات والتضليل؟

لاستهداف الجنوب.. كيف يصنع إعلام الإخوان خطاب الشائعات والتضليل؟

قبل 3 ساعات
لاستهداف الجنوب.. كيف يصنع إعلام الإخوان خطاب الشائعات والتضليل؟
الأمين برس/تقرير / منير النقيب

في الوقت الذي يخوض فيه الجنوب معركة استعادة الدولة ومواجهة المشاريع المعادية، تواصل الأبواق الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح (الذراع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين) شن حملات دعائية مكثفة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الأمنية والعسكرية، عبر قنوات بلقيس، يمن شباب، المهرية، وموقعي المصدر أونلاين وأخبار اليوم، التي تحولت إلى أدوات ممنهجة لتزييف الوعي وتوجيه الرأي العام بما يخدم أجندة سياسية خارجية مشبوهة.

 

 

 

أولاً: الأكاذيب وتدوير الشائعات

 

 

تعتمد هذه القنوات والمواقع على أسلوب متقن في صناعة الخبر المضلل، يبدأ من استخدام عناوين مثيرة تتعمد تضخيم الأحداث أو قلب الحقائق، ثم نشرها عبر موجات متتابعة من التقارير والتغريدات الموجهة، لتخلق انطباعًا عامًا زائفًا لدى الجمهور.

فعلى سبيل المثال، تقوم هذه الوسائل بتصوير أي تحرك أمني أو عسكري جنوبي في عدن أو حضرموت على أنه "صراع داخلي"، بينما تصمت عن الانتهاكات الحوثية في الشمال، في ازدواجية تكشف بوضوح أن هدفها ليس نقل الحقيقة، بل تشويه صورة الجنوب وقيادته.

 

 

ثانياً: تحويل الإعلام إلى أداة سياسية

 

تحولت تلك المنابر إلى أدوات تخدم مشروع الإخوان في اليمن، من خلال تسييس المحتوى الإعلامي، وتوجيهه لخدمة خصومات الحزب ضد خصومه، خصوصًا المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل العقبة الأكبر أمام تمدد نفوذهم في الجنوب.

وتتخذ تلك الوسائل من "حرية الصحافة" شعارًا مضللًا لتبرير حملاتها التحريضية، بينما تمارس أسوأ أشكال الإقصاء الإعلامي والتشويه الممنهج لأي صوت جنوبي يدافع عن قضيته الوطنية.

 

 

ثالثاً ..خطاب الشائعات

 

 

يتميز خطاب هذه القنوات والمواقع بعدة سمات نفسية ولغوية، أبرزها:

 

-التحريض العاطفي عبر مفردات مثيرة مثل "انفلات"، "مليشيا"، "صراع"، "تمرد"، وهي كلمات تحمل شحنة سلبية تهدف إلى خلق نفور شعبي من المجلس الانتقالي وقواته.

 

-الاستناد إلى "مصادر مجهولة"، وهي وسيلة كلاسيكية لتسويق الأكاذيب دون تحمل مسؤولية قانونية أو مهنية.

 

 

-استخدام المقاطع القديمة أو المفبركة وربطها بأحداث جديدة، لتغذية الارتباك والبلبلة لدى المتابعين.

 

-التكرار الدعائي، حيث يتم نشر الخبر ذاته بعدة صيغ عبر أكثر من قناة وموقع تابع للإخوان، لخلق ما يسمى بـ"وهم الإجماع الإعلامي"، أي جعل الأكذوبة تبدو كحقيقة متداولة.

 

 

رابعاً: التوجيه الخارجي ودور التمويل

 

 

كشفت تقارير عديدة أن هذه القنوات تتلقى دعمًا ماليًا وإعلاميًا من جهات إقليمية ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين، وتعمل ضمن مشروع إعلامي واسع لتقويض استقرار الجنوب، عبر تضخيم المشكلات المحلية وتجاهل الإنجازات الأمنية والخدمية التي تحققت في ظل جهود المجلس الانتقالي.

 

 

فبدلًا من تسليط الضوء على معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الحوثي أو فساد الحكومة في الشمال، تركز تلك الوسائل على استهداف عدن والضالع وحضرموت، في إطار حرب نفسية تهدف إلى ضرب الثقة بين المواطن الجنوبي وقيادته.

 

 

خامساً: الوعي الجنوبي

 

 

ورغم كثافة الشائعات وتنوع أدواتها، إلا أن الوعي الشعبي الجنوبي بات اليوم أكثر إدراكًا لخطورة هذا الإعلام الموجه، خاصة مع انتشار المنصات الجنوبية المستقلة التي تقدم رواية مهنية وموضوعية، وتكشف زيف الحملات المنظمة ضد الجنوب.

وقد أثبتت التجارب أن هذه الحملات غالبًا ما تفشل في تحقيق أهدافها، لأن المواطن الجنوبي بات يدرك أن تلك القنوات لا تمثل الإعلام الوطني، بل تعمل وفق أجندة حزبية تخدم الإخوان وحلفاءهم في الخارج.

 

 

*استراتيجية إعلامية

 

 

إن مواجهة التضليل الإخواني لا تكون فقط عبر النفي، بل عبر بناء إعلام جنوبي قوي وموثوق يعتمد على الشفافية والمصداقية ويواكب التطورات الميدانية والسياسية بموضوعية.

 

فالمعركة اليوم لم تعد بالسلاح فقط، بل أصبحت معركة وعي وإدراك، والإعلام هو خط الدفاع الأول في مواجهة الأكاذيب وصناعة الحقيقة.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر