نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تزور ردفان مهد ثورة أكتوبر .. وتؤكد: الإعلام شريك في صناعة الوعي والنضال

نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تزور ردفان مهد ثورة أكتوبر .. وتؤكد: الإعلام شريك في صناعة الوعي والنضال

قبل ساعتين
نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تزور ردفان مهد ثورة أكتوبر .. وتؤكد: الإعلام شريك في صناعة الوعي والنضال
الأمين برس/  رصد - منير النقيب

في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، ومع احتفالات شعب الجنوب بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، نفذت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين زيارة ميدانية إلى مديرية ردفان بمحافظة لحج، مهد الشرارة الأولى للثورة الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني، وذلك ضمن برنامجها للاحتفاء بالذكرى الوطنية الخالدة ومشاركة أبناء المديرية وأحفاد المناضلين الأوائل فرحة الذكرى العظيمة.

ترأس الوفد الزائر الأستاذ عيدروس باحشوان نقيب الصحفيين الجنوبيين، وضم في عضويته الأستاذ نصر باغريب الأمين العام للنقابة، والأستاذة نادرة عبد القدوس رئيسة اللجنة الإعلامية في الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة الإدارية واللجان المتخصصة بالنقابة، منهم الأستاذ عبدالقوي الأشول، ومنير النقيب، وعلي محمد السيقلي، والمخرج عبد العزيز عباس، وأحمد باصبرين مسؤول السكرتارية.

 

*الإعلام رافعة للثورة والوعي

 

ضمن برنامج الزيارة، نظمت نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ندوة إعلامية في كلية التربية – ردفان حملت عنوان "مساندة الإعلام لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة".

 

 

الندوة، التي أدارها الأكاديمي الدكتور عبده يحيى الدباني، استهلت بكلمة عميد الكلية الدكتور عادل عبد الحق الذي رحب بوفد النقابة، مشيدًا بهذه المبادرة التي تجسد الوفاء لتاريخ الثورة ومكان انطلاقتها، مؤكدًا أهمية استلهام الدروس من تضحيات الأجداد في سبيل الحرية والاستقلال.

 

 

من جانبه، تحدث الأستاذ عيدروس باحشوان عن رمزية ردفان في الوجدان الوطني الجنوبي، مشيرًا إلى أن زيارة النقابة في هذا التوقيت تمثل رسالة وفاء وتأكيد على أن الإعلام الجنوبي ماضٍ في ترسيخ قيم النضال والوعي الوطني.

 

وأكد باحشوان أن دور الإعلام لم يكن يومًا محايدًا في قضايا الأوطان، بل كان ولا يزال صوت الحرية وحارس الهوية الجنوبية.

 

 

وقدّم الأستاذ نصر باغريب ورقة عمل تناول فيها الدور التاريخي للإعلام الجنوبي في مساندة الثورة، مستعرضًا كيف أسهمت الصحافة والإذاعة والمنشورات السرية آنذاك في تعبئة الجماهير وشحذ الهمم في مواجهة الاستعمار البريطاني.

 

 

وأشار باغريب إلى أوجه التشابه بين النضال الجنوبي بالأمس ضد الاستعمار البريطاني والنضال الراهن ضد محاولات السيطرة الشمالية، مؤكدًا أن الوعي الإعلامي المقاوم هو خط الدفاع الأول عن هوية الجنوب وقضيته العادلة.

أما الأستاذة نادرة عبد القدوس، فقد ألقت كلمة مؤثرة عن دور المرأة الجنوبية في الثورة والنضال، موضحة أن المرأة لم تكن مجرد شاهدة على التاريخ، بل كانت جزءًا أصيلًا من صناعته، وقدمت التضحيات إلى جانب الرجل في كل مراحل الكفاح حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، مستعرضة أسماء عدد من رائدات العمل النضالي النسوي الجنوبي.

 

 

* المتحف الحربي ومنصة الشهداء

 

 

وعقب الندوة، قام وفد النقابة بزيارة المتحف الحربي ومنصة الشهداء في مدينة الحبيلين، حيث اطلع على النصب التذكاري للشهيد القائد راجح بن غالب لبوزة، مفجر ثورة 14 أكتوبر، كما تفقد التحضيرات الجارية لاستقبال زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لوضع إكليل الزهور على النصب التذكاري تخليدًا لذكرى المناضل ورفاقه.

 

 

*حالمين.. وجهة أخرى من ذاكرة النضال

 

 

وفي إطار الجولة الميدانية، انتقل وفد النقابة إلى مديرية حالمين، حيث كان في استقبالهم مدير عام المديرية الأستاذ عبدالعزيز الأعجم، الذي رحب بالوفد مشيدًا بدور نقابة الصحفيين الجنوبيين في توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي وتنظيم العمل الصحفي.

 

 

وأشار الأعجم إلى معاناة المديرية من الإهمال الحكومي المزمن في مجالات الخدمات والبنية التحتية، داعيًا إلى لفت الأنظار نحو احتياجات المناطق الريفية التي كانت ولا تزال خزان الثورة الجنوبية ورمز صمودها.

 

 

ورافق وفد النقابة الدكتور عبده يحيى الدباني وعدد من الشخصيات الاجتماعية في جولة ميدانية شملت مشروع طريق عقبة خلق بطول 12 كيلومترًا، والذي يربط المديرية بعدد من المناطق المجاورة وصولًا إلى حدود يافع والشعيب.

 

 

وأوضح الأهالي أن المشروع نُفذ جزء منه بجهود ذاتية ومبادرات خيرية من أبناء المديرية، فيما قام صندوق الطرق بزفلتة أربعة كيلومترات فقط، بينما لا يزال ثمانية كيلومترات بحاجة إلى استكمال، وسط آمال السكان في الحصول على دعم حكومي أو منظمات دولية لإنجازه.

 

 

واختتم الوفد زيارته بجلسة ودية مع أبناء حالمين، شهدت نقاشات موسعة حول دور الإعلام الجنوبي في حفظ الذاكرة الوطنية وتجسيد مبادئ ثورة أكتوبر في الواقع المعاصر.

 

 

وأكد المشاركون أن روح الثورة لا تزال حية في قلوب أبناء الجنوب، وأن النضال الإعلامي اليوم هو امتداد للكفاح المسلح بالأمس، في مواجهة أشكال جديدة من الهيمنة والتزييف.

كما عبّر وفد النقابة عن اعتزازه بما لمسه من وعي وطني لدى أبناء المديريات الثورية، مؤكدين أن زيارتهم إلى ردفان وحالمين لم تكن مجرد فعالية رمزية، بل رسالة وطنية تهدف إلى ربط الحاضر بالماضي وإبراز دور الإعلام في معركة الوعي والهوية الجنوبية.

 

تأتي هذه الزيارة في سياق تفاعل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين مع الأحداث الوطنية وتأكيدها على أن الإعلام ليس ناقلًا للحدث فحسب، بل شريك في صناعة التاريخ والدفاع عن قضايا الوطن.

 

 

ومن ردفان، مهد الشرارة الأولى، جدد الصحفيون الجنوبيون عهد الوفاء لثوار أكتوبر، مؤكدين أن الجنوب ماضٍ بثقة بقيادته السياسية نحو استعادة الدولة وتحقيق تطلعات شعبه في الحرية والسيادة والاستقلال.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر