د. صدام: الأوضاع في حضرموت ليست مجرد أزمة خدمات بل أزمة سياسية عميقة تتعلق بالسيادة والتمثيل الجنوبي

د. صدام: الأوضاع في حضرموت ليست مجرد أزمة خدمات بل أزمة سياسية عميقة تتعلق بالسيادة والتمثيل الجنوبي

قبل 3 ساعات
د. صدام: الأوضاع في حضرموت ليست مجرد أزمة خدمات بل أزمة سياسية عميقة تتعلق بالسيادة والتمثيل الجنوبي
كتب / د. صدام عبدالله

شهد وادي حضرموت خلال الأسبوع الماضي موجة من الاحتجاجات الغاضبة التي عمت معظم مدنه وعلى رأسها مدينة تريم، اذ انطلقت شرارة هذه المظاهرات الشعبية للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية المتدهورة مثل الكهرباء، لكن مع تصاعد حدة التوتر تحولت المطالب إلى دعوة صريحة لرحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى التي يعتبرها الجنوبيون المتظاهرون قوات احتلال يمنية، مما يعكس امتداد المطالب الجنوبية برحيل تلك المليشيات واستعادة دولة الجنوب .

حيث بدأت الاحتجاجات بشكل سلمي في مختلف مدن وادي حضرموت، وعبر الأهالي عن سخطهم من الأوضاع المعيشية الصعبة، إلا أن تريم كانت الأكثر اشتعالا، وشهدت مظاهرات حاشدة قوبلت بقمع عنيف من قبل مليشيات المنطقة العسكرية الأولى حيث استخدمت هذه القوات مختلف أنواع الأسلحة لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى سقوط ضحايا، هذا القمع العنيف لم يزد المحتجين إلا إصرارا وكانت مطالبهم تحسين الخدمات ورحيل القوات الشمالية مؤكدين على أن وجود هذه القوات هو سبب رئيسي في تردي الأوضاع.

وتعد الاحتجاجات جبهة متجددة للمطالب الجنوبية في وادي حضرموت خاصة والجنوب عامة في مسار الحراك الجنوبي، حيث لم تعد المطالب بالاستقلال مقتصرة على المدن الساحلية الكبرى مثل عدن بل باتت مدن الوادي وعلى رأسها تريم مركزا جديدا للتعبير عن الرفض الشعبي لوجود قوات يعتبرها الأهالي غازية، وتؤكد هذه التطورات أن الأوضاع في حضرموت ليست مجرد أزمة خدمات، بل هي أزمة سياسية عميقة تتعلق بالسيادة والتمثيل الجنوبي، وتشير إلى أن مسار الحل لا يمكن أن يتجاهل تطلعات سكان المنطقة خاصة والجنوب عامة.

وخلاصة يمكن تظهر الأحداث في وادي حضرموت أن الأزمات الإنسانية والمعيشية يمكن أن تتحول إلى شرارة تشعل فتيل المطالب الحقوقية والسياسية وإن الاستمرار في تجاهل المطالب الشعبية وقمع المحتجين بالعنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر، مما قد يهدد استقرار المنطقة بأكملها، وان الحل الامثل يكمن في الاستماع إلى صوت الجماهير وتحقيق المطالب التي تلبي طموحات أبناء حضرموت والجنوب عامة وتنهي حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة.

‏‎#تريم_ترفض_الاحتلال_اليمني

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر