لا غرابة أن وظفت إيران كل أدواتها ضد الجنوب

لا غرابة أن وظفت إيران كل أدواتها ضد الجنوب

قبل 3 ساعات
لم يكن يوم ٢٥/مايو/٢٠١٥م يوما عابرا بالنسبة للإيرانيين بل سيظل بمثابة الثقب الأسود في تاريخها المعاصر ليس لكونه اليوم الذي تمكنت فيه المقاومة الجنوبية من تحرير الضالع كأول مدينة عربية يهزم المشروع الإيراني فيها وحسب بل لكونه أول من قوض طموح الذات الإيرانية في إعادة الاعتبار لماضي إمبراطوريتها في الشرق وأحدث حالة من الانكسار في هيبة الدولة الإيرانية وخلق تشظيات في بنية طموحاتها المستقبلية في المنطقة والإقليم والعالم . وما عزز من قيمة هذا اليوم التاريخي تصاعد انتصارات المقاومة الجنوبية بقيادة الأخ القائد عيدروس قاسم الزبيدي ورفاقه ليشمل الجنوب برمته بل ويمتد إلى أجزاء شاسعة من محافظات اليمن الشقيق وبمساندة دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة . وبالمقابل خلق حالة من الشعور بالخيبة لدى حلفاء إيران واتباعها مما أدى إلى كسر أفق توقعهم بخصوص جبروت إيران كقوة عسكرية لا يستهان بها إقليميا ودوليا وخاصة بعد أن أضحت تدين لها بالولاء والخشوع أربع عواصم عربية بكل ما فيها وهنا كانة قوة الصدمة لديهم. هذه الهزيمة النوعية حتى وإن بدأ تأثيرها بالنسبة لنا متواضعا إلا أنها بحساب رجال الفلسفة والسياسة والحرب تعد بمثابة بداية النهاية للزخم الإيراني المتصاعد والذي على إثرها لم تتمكن إيران من تحقيق أي نصر يذكر إلى يومنا هذا لا في الداخل الإيراني ولا في المنطقة العربية والإقليم ولا في أي منطقة بالعالم ؛ بل من يومها بدأ العد التنازلي للمشروع الإيراني من خلال توالي الانهيارات الإيرانية في كل الجبهات الداخلية والخارجية فعلى الصعيد الداخلي انكسرت هيبة المشروع الإيراني وتراجعت ثقة النخب بجبروته وبدأ الجسد الإيراني يتآكل والتثوير الشعبي يتضاعف مما أفقد ساستها قدرة السيطرة على الداخل الإيراني بل ووصل الأمر إلى حالة التخبط السياسي والاستخباراتي للقيادة الإيرانية مما سهل من عملية اختراقها من قبل القوى الفاعلة إقليميا ودوليا التي باشرت الاشتغال على تشظي المشهد السياسي الإيراني متغلغلة من خلاله إلى بواطن العمق الإيراني ليروح ضحيت هذا التخبط السياسي الرئيس الإيراني ذاته بل وصل الأمر إلى الانهيار القيمي وخير دليل على ذلك عملية الغدر التي طالت الرئيس الفلسطيني أسماعيل هنية وهو في زيارة رسمية لإيران. كما توالت الانهيارات الإيرانية بأنهيار أذرعها في المنطقة ولاسيما في لبنان وسوريا واليمن والعراق لتتوج الهزيمة الكبرى بالضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري الأمريكي على إيران بهدف إجبارها للتخلي عن مشروعها النووي وهو ما سيتم والدور واجي على من تبقى من أذرعها الغير مباشرة والخفية . ولهذا لا غرابة أن وظفت إيران كل قواها وحلفائها وكل أدواتها للنيل من الثورة الجنوبية بشكل عام ومن الضالع بشكل خاص ولا غرابة أيضا أن وجهت الرماح ضد القيادة السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي بشكل عام وضد رئيس المجلس الانتقالي الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بشكل خاص. إلا أن كل هذه الأساليب الخبيثة التي قامت بها إيران وحلفائها وأدواتها ولا زالوا ضد شعب الجنوب الثائر وضد قضيته العادلة وحاملها السياسي ممثلا بالمجلس الانتقالي وقيادته السياسية والعسكرية برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مكشوفة ومفضوحة لدى شعبنا الجنوبي العظيم الذي تصدى لها ولازال وسيستمر ملحقا فيها كل أشكال الهزيمة والعار كما حدث في الأمس واليوم وكما سيحدث في الغد بكل قوة واقتدار حتى التحرير والاستقلال . * باحث سياسي وناقد أكاديمي.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر