تحل الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط بين الجنوب والشمال في 21 مايو 1994، وسط تأكيد شعبي وسياسي واسع في الجنوب على المضي قدمًا نحو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بحدود ما قبل 21 مايو 1990، استنادًا إلى إرادة شعبية راسخة ومسار نضالي ممتد على مدى ثلاثة عقود.
وتأتي هذه الذكرى في سياق تحولات سياسية وعسكرية متسارعة، تؤكد فشل مشروع الوحدة اليمنية التي وُصفت بـ"المشؤومة" من قبل قوى جنوبية، بعد أن تحولت من حلم إلى كابوس بانقلاب شركاء الوحدة عليها في حرب صيف 1994، وفرض السيطرة على الجنوب بالقوة.
*حرب أنهت الوحدة
يستحضر الجنوبيون ذكرى إعلان فك الارتباط كإجراء سياسي ودستوري اتُخذ في أعقاب الحرب التي شنها نظام صنعاء ضد الجنوب في يوليو 1994، والتي أسفرت عن احتلال الجنوب وتقويض كل أسس الشراكة المعلنة في اتفاقية الوحدة. ومنذ ذلك التاريخ، يعتبر الجنوبيون أن الوحدة قد انتهت فعليًا، ولا مجال لإحيائها أو القبول بعودتها بأي صيغة كانت.
*المجلس الانتقالي حامل قضية شعب
وعلى إثر سنوات من النضال السياسي والجماهيري، تشكّل المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017 بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، ليصبح الممثل السياسي لقضية الجنوب، والكيان الذي يجسد إرادة الشعب في التحرير والاستقلال، ويسعى لبناء دولة جنوبية اتحادية حديثة تقوم على العدالة والحكم الرشيد.
*تقرير المصير حق مشروع
يرى سياسيون جنوبيون أن إعلان فك الارتباط في 1994 يتماشى مع مبدأ تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، ويعزز من مشروعية مطالب الجنوب بالاستقلال واستعادة دولته، بعد أن تعرض لكل أشكال الانتهاكات والتهميش الممنهج عقب الحرب.
*تحولات سياسية تؤكد فشل الوحدة
تتزامن هذه الذكرى مع تطورات ميدانية وسياسية جديدة، تظهر استحالة استمرار مشروع الوحدة، في ظل انسداد الأفق السياسي، وتفاقم التناقضات داخل مكونات الشرعية اليمنية، وازدواجية بعض الأطراف التي تتحدث عن شراكة بينما ترفض الاعتراف بحقوق الجنوب.
*رسالة إلى المجتمع الدولي
ويوجه الجنوبيون بهذه الذكرى رسالة الى المجتمعين الإقليمي والدولي احترام إرادة شعب الجنوب، والتعاطي الجاد مع تطلعاته في استعادة دولته، محذرين من أن أي حلول لا تراعي هذا الحق ستكون مصيرها الفشل، ولن تفضي إلى أي استقرار دائم.
*بناء دولة جنوبية متكاملة
أثمر نضال المجلس الانتقالي الجنوبي عن بناء مؤسسات أمنية وعسكرية وسياسية فاعلة في الجنوب، باتت اليوم تشكل نواة الدولة القادمة، وتؤهله لأن يكون شريكًا فاعلًا في أي تسوية سياسية شاملة على أساس "حل الدولتين".
*رفض مشاريع الهيمنة
ويحذر المجلس الانتقالي من محاولات إعادة إنتاج مشروع الوحدة بصيغ جديدة تحت مسميات الشراكة أو الاندماج، مؤكدًا أن مشاريع تقاسم النفوذ بين قوى الفساد والإرهاب في الجنوب، مصيرها الفشل في ظل وعي شعبي متقدم ورافض لأي وصاية قادمة من خارج الإرادة الجنوبية.
*التفاف شعبي واسع
وفي مشهد لافت، تتجلى وحدة الموقف الشعبي الجنوبي خلف المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزبيدي، في تعبير واضح عن التمثيل السياسي الحقيقي لقضية الجنوب. كما فشلت كل الحملات الإعلامية المغرضة والتشويه المتعمد في زعزعة هذه القناعة الشعبية، بل زادت الجنوبيين ثباتًا وإصرارًا على مواصلة المسار التحرري.
رمزية 21 مايو
يرى الكثير من الجنوبيين أن تاريخ 21 مايو لم يعد مجرد محطة في الذاكرة السياسية، بل يمثل خطًا فاصلًا بين مرحلتين: وحدة مغدورة انتهت، ومشروع استقلال جنوبي يتجدد بإرادة شعبية لا تقبل التراجع.
وفي الذكرى الحادية والثلاثين، يجدد الجنوبيون العهد بالسير نحو استكمال استعادة الدولة وبناء مستقبلهم السياسي بعيدًا عن الهيمنة والاستبداد، رافعين راية الحرية والكرامة والسيادة.