أكدت نقابات هيئة التدريس في جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة استمرار الإضراب الأكاديمي المفتوح، رافضة أي محاولات للالتفاف عليه خارج إطار مجلس النقابة، الجهة المخوّلة وحدها باتخاذ قرار تعليقه أو استمراره.
وفي بيان صدر عن اللجنة الإعلامية للنقابات اليوم، عبّرت النقابات عن أسفها لما وصفته بـ"التجاهل المؤسسي" لمعاناة الكادر الأكاديمي، مؤكدة أن خيار الإضراب لم يكن ترفًا احتجاجيًا بل موقفًا أخلاقيًا فرضته ظروف القهر والتهميش، وأن الغالبية الساحقة من أعضاء هيئة التدريس التزموا به بوعي ومسؤولية.
وانتقد البيان موقف مجلس جامعة عدن وقراراته الأخيرة، معتبرًا أنها تكرار لحالة "إنكار مريرة" تعكس استخفافًا بالحقوق وتجاهلًا للواقع، كما شكك في جدوى تشكيل لجنة مشتركة لمقابلة رئيس الوزراء، واصفًا إياها بأنها "محاولة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، تفتقر إلى الإرادة الحقيقية والاعتراف الصريح بالحقوق".
وشددت النقابة على أن محاولات كسر الإضراب بوسائل إدارية ومعنوية قد فشلت أمام وعي وثبات أعضاء الهيئة التدريسية، مشيرة إلى أن ما يؤلم أكثر من تلك المحاولات هو صمت القيادة الأكاديمية تجاه معاناة منتسبيها
نص بيان اللجنة الإعلامية
بيان تأكيد استمراريّة الإضراب النقابي
إلى الزميلات والزملاء في الهيئة التدريسية بجامعات عدن ولحج وأبين وشبوة
الزملاء الأعزاء/
لقد اختلطت مشقّة الحياة اليومية بمرارة التجاهل المؤسسي وأصبح الصبر امتداد للكرامة لا للضعف، وهنا ينكشف معدن الأكاديميّ الحقيقي وتُستعاد الرسالة من تحت ركام الصمت
لقد كان خيار الإضراب قرارا أخلاقيا قبل أن يكون نقابياً وكان التزام الغالبية الساحقة منكم به فعلا واعيا ينبع من ضمير يرفض أن يُصادر المستقبل بلجانٍ شكلية تُدار لامتصاص الغضب لا لحلّ المأساة
إن الحقوق لا تُوهب بل تُنتزع ولن تُنتزع إلا بثباتٍ يليق بحملة الرسالة، ومن يقف اليوم في هذا الموقف النبيل من أعضاء الهيئة التدريسية إنما يكتب صفحة مضيئة في تاريخ النضال الأكاديمي٠
ولذلك فإننا نؤكد مجدداً أن قرار الإضراب لا يعلّق إلا بقرار صريح من مجلس النقابة صاحب الصلاحية الأصيلة في هذا الشأن وكل محاولة للالتفاف عليه خارج هذا الإطار ليست سوى عبثٍ مكشوف لا يُلزم إلا قائله، ولا يلزمنا كمجلس نقابة ٠
أن قرار مجلس جامعة عدن هذا اليوم ليس سوى تكرارٍ مألوف لحالة إنكار مريرة تحاول أن تقفز على جوهر الأزمة بلغة تتجاهل من يئنّون تحت عبء المعاناة وهو قرار يُكمل سلسلة مواقف تُبطن الاستخفاف وتُعيد إنتاج التهميش
الزملاء والزميلات / الآنوأدركنا أن الإضراب لم يربكهم فقط بل أفقدهم توازنهم لأنهم اعتادوا على هيئةٍ صامتة فكان ثباتكم في وجه التجاهل كاشفا ومربكاً لهم أكثر من أي وقت مضى
أما الحديث عن اللجنة المشتركة التي قيل إنها ستُشكل لمقابلة رئيس الحكومة، فإننا نقرأها كما قرأتموها مبادرةٌ لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولا يُنتظر منها إنصافٌ حقيقي إن لم تكن مشفوعة بإرادة فعل واعتراف واضح بالحقوق وهذا مالم نره
ولا ننسى أن محاولات كسر الإضراب التي تبنّاها مجلس الجامعة تكررت بأشكالٍ مختلفة من الضغط الإداري والتشويش المعنوي لكنها سقطت تباعا أمام وعيكم الذي كان الحصن الأوفى والردّ الأبلغ
الزملاء الأعزاء /أن ما يوجعنا أكثر من تلك المحاولات هو صمت القيادة الأكاديمية تجاه معاناة الكادر التدريسي ذلك الصمت الذي لا يعني إلا خذلانا مؤلما يُغلفه التجاهل ويُبرره الترفّع
ومن هذا الألم نُوجّه عتبا صادقا لقيادة جامعة عدن أن تستلهم من موقف قيادة جامعة لحج التي ارتقت بالمسؤولية وساندت كادرها باحترام وإن كان ذلك في التعاطف المعنوي
زملاء الصبر الطويل نؤكد لكم أن الإضراب مستمر بإرادتكم الحرة وموقفكم الثابت وأن كسره لن يكون إلا وهما لمن يراهنون على الوهن وأن وحدة صفّنا هي الضمانة المتبقية في معركة الكرامة
ولا يفوتنا في آخر هذا البيان تذكيركم بالوقفة الاحتجاجية التي ستنظمها النقابة يوم الأثنين ٥/٥/ ٢٠٢٥م
صادر عن
اللجنة الإعلامية لنقابة هيئة التدريس جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة
30أبريل 2025م
