ستينية أكتوبر الخالدة 

ستينية أكتوبر الخالدة 

قبل 6 أشهر

من بين الركام تطل علينا الذكرى الستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر التي اندلعت شرارتها من جبال ردفان الشماء وامتدت إلى كل الجنوب بمدنه وأريافه بقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية ضد الامبراطورية البريطانية وعلى مدى أربع سنوات من الكفاح المسلح خاضها شعبنا وقدم خلالها أغلى التضحيات من خيرة أبنائه الثوار والفدائيين الذين ضربوا أروع صور الشجاعة والاستبسال وخاضوا معارك البقاء والتحرر وسجلوا في قلب التاريخ سيمفونية الكفاح التحرري النضالي التي تعزفها الشعوب بأوتار القلب لنيل حريتها والحفاظ على كرامتها والدفاع عن حياظ أوطانها، أربع سنوات كفاحية قدم خلالها شعبنا الجنوبي الغالي والنفيس لتتوج بنيل الاستقلال الوطني المجيد في ال30 من نوفمبر 1967م، وطي صفحة الاحتلال البريطاني الذي دام 129عام تجرع خلالها شعبنا الويلات والرزايا والالام وصنوف القهر والاستبداد والجهل والتخلف والمرض .

لقد أنجزت ثورة الرابع عشر من أكتوبر الاستقلال الوطني وميلاد الدولة على أنقاض ماض من التشظي والتخلف واستمدت من أخلاقيات قادتها وأبطالها وشهدائها انحيازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مرحلة بناء الدولة في الجنوب بقيادة الحزب الاشتراكي وتجلت في دولة النظام والقانون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعلمها ونشيدها وعملتها وعضويتها القانونية في المحافل الدولية وعلاقتها الندية مع الدول الشقيقة والصديقة والتي شكلت علامة مضيئة وقدمت تجربة فريدة في تجسيد قيم المواطنة المتساوية بين كافة طبقات الشعب وحققت العدالة الاجتماعية بأكبر قدر ممكن وجسدت قوة القانون على الجميع دون استثناء ووفرت خدمات مجانية التعليم والتطبيب والإسكان وبناء جيش وطني حديث وأرست دعائم الأمن والاستقرار والعمل المؤسسي وأنهت الأمية وأشركت المرأة في مناصب الدولة العليا والدنيا وركزت على بناء الإنسان إلى جانب إنجازاتها العملاقة في بناء المصانع والمدارس والكليات والوحدات السكنية وحققت أهداف الثورة في المسار التحرري الكفاحي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

إننا اليوم وبعد ستين عاما من الثورة نقف مذهولين إلى ما آلت إليه تلك المنجزات خاصة بعد حرب 1994م الاحتلالية القذرة التي وئدت الوحدة السلمية التشاركية منذ الوهلة الأولى لقيامها باغتيال كوادر الجنوب وعصفت عصاباتها بكل مكتسبات الدولة الجنوبية وبقوة السلاح وبحكم عسكري احتلالي انتهج سياسة التدمير للأرض والإنسان ولم يقم أي معنى للشراكة وتعاطى مع الجنوب بعقلية الحقد والمؤامرة والفيد وعمل العصابات مستخدما كل الطرق غير المشروعة لنهب ثرواته وإقصاء أبنائه وطمس تأريخه ونسف منجزات ثورته ، ولم يقف شعبنا العظيم مكتوف الأيدي وخاض بصدور عارية معارك البقاء مجددا وافترش الساحات والميادين رافضا بشكل تام نتائح وإفرازات تلك الحرب وكل أساليب وممارسات عصابات الاحتلال القادم من أقبية القبيلة والدين السياسي والعسكر ، وخرج للتظاهر والاحتحاجات بذات الروح الوطنية التي خرج بها إبان الاحتلال البريطاني مع تشابه الممارسات واختلاف الزمن ، ورغم القمع والإرهاب والقتل التي ووجهت بها الاحتجاجات السلمية إلا أن ذلك لم  يكبح جماح شعبنا وأبنائه وتوقه للحرية ولم تستطع عصابات صنعاء بجبروتها وغطرستها أخافة شعبنا أو الحد من تلك النضالات النبيلة التي قادتها اللجان الشعبية وجمعية المتقاعدين العسكريين ومن ثم  الحراك السلمي المناضل.

إن الجنوب اليوم بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وكل القوى الحية المكافحة يقف على أعتاب محطات تاريخية مهمة وعلى خطى أكتوبر نستلهم من نقاطها المضيئة ما يرشدنا للذهاب إلى المستقبل مسنودين بإرادة شعبنا وقضيتنا العادلة وبالإنجازات السياسية والعسكرية التي تحققت ما بعد حرب 2015 وبالانتصارات التي مرغت وجه قوى الظلام والإرهاب في التراب وعلى طريق التحرير وتقرير المصير ماضون. 

المجد لثورة الرابع عشر من أكتوبر
المجد للثورة التحررية الجنوبية 
الخلود للشهداء .

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر