خطأ استراتيجي قاتل  !! 

خطأ استراتيجي قاتل  !! 

قبل سنة
خطأ استراتيجي قاتل  !! 

حامد الحامد


في مثل هذا اليوم قبل 32 سنة  ارتكب العرب الجنوبيون جريمة بشعة في حق أنفسهم وفي حق الأجيال القادمة ، في مثل هذا اليوم ارتكب أهل الأحقاف ( وهم لايشعرون ) خطأ استراتيجيا فادحا ، وظلوا يدفعون ثمن هذا الخطأ الفادح على مدى 32 عاما ولازالوا يدفعون ثمن هذا الخطأ الى اليوم ، وسيظلون يدفعون ثمنه لسنوات قادمة . 
لقد كان للعرب الجنوبيون دولة قوية مهابة وفرت الأمن و الأمان لمواطنيها ، و وفرت العيش الكريم لهم ، و وفرت الخدمات من تطبيب مجاني و تعليم مجاني من مرحلة الروضة حتى نهاية المرحلة الجامعية ، بل ان التعليم الاساسي كان إلزاميا ، و كان لديها فائض من الطاقة الكهربائية ، وكان لديها استقرار في اسعار السلع وبالذات السلع الأساسية المرتبطة بقوت الشعب ، وكانت لديها عملة قوية ( الدينار العربي الجنوبي اذ كان الدينار الواحد يعادل 3.3 دولارات ) . 
لقد قامت دولة الجنوب بشق الطرقات و بناء المدارس و المستشفيات برغم الإمكانيات الشحيحة ، و قبل هذا و ذاك قامت ببناء الإنسان الجنوبي . 
لقد ضحى العرب الجنوبيون بكل ذلك و ذهبوا لتوقيع اتفاقية وحدة مع زريبة ، ومع أناس لا عهد لهم و لا ذمة ، اذا كان أولئك القوم يضمرون الشر للجنوب العربي و للجنوبيين و لكل ماهو جنوبي . 
لقد ظن الجنوبيون أن الدولة ستحتوي الزريبة ولكن الذي حدث ان الزريبة ابتلعت الدولة ، وتم تدمير و تحطيم و نهب كل ماهو جميل في الجنوب ، أن كل ما بناه الجنوبيون في مائتين عام دمره أولئك القوم في عشرين سنة ، و قاموا بتوزيعه بينهم البين كغائم حرب . 
ان التآمر على الجنوب بداء منذ الشهر الأول لما يسمى بأعلان الوحدة و قيام الجمهورية اليمنية ، فبدأو بأغتيال خيرة رجالات الجنوب في عمليات غادرة دنيئة رخيصة قذرة و قتلوهم غيلة ، وهذا ما أعترف به اخيرا غير واحد من كبار مسئوليهم . 

في مثل هذا اليوم قبل 32 سنة تم في عدن أعلان توحيد الدولة الجنوبية مع الزريبة ، وفي هذا اليوم تم تسجيل أول حالة سرقة لأحذية المصلين في مساجد عدن ، أنهم كانوا يهدفون من وراء أعلان الوحدة الى ازاحة الصفة الدولية للجنوب ومن ثم الانقضاض على الجنوب و أهله ، أن الصفة الدولية لدولة الجنوب كدولة مستقلة ذات سيادة كانت تشكل عائقا أمام مخططاتهم التآمرية تجاه الجنوب ، و ازالة الصفة الدولية للجنوب سهلت لهم الوصول الى مآربهم التامرية الدنيئة ، وهذا ما كان لهم ، وفي سنة 1994 قاموا بأعلان الحرب على الجنوب واجتياحه في غزو عفاشي اخوانجي غاشم ، وتم تشريد الكثير و الكثير من أبناء الجنوب و طردهم من وظائفهم المدنيين و العسكريين ، وتم نهب مؤسساته . 
ومنذ ذلك الحين و الجنوبيين يناضلون لاستعادة دولتهم . 
قد يقول قائل أن الجنوب العربي جزء من اليمن ولكن هذا غير صحيح ، ان اسم اليمن هو اسم لجهة وليس هوية وطنية مثلة مثل الشام فكل ماهو شمال الكعبة المشرفة فهو شام ، بينما اسم اليمن يشمل كلما هو جنوب الكعبة المشرفة ، و بذلك فان اسم اليمن يشمل أزال و الجند و الجنوب العربي و عمان و الامارات العربية المتحدة ، ومن ذلك يتضح لنا ان هناك فئة في منطقة معينة اختطفت اسم اليمن ، بينما نرى ان دول الشام الأربع لم تجرؤ ايا منها ان تختطف اسم الشام لنفسها ، و تدعي أنها هي الشام و انها هي الاصل و البقية فروع ، ولكن في حالتنا هناك من ادعى انه هو الأصل و الآخر فرع ، وهذا ينم عن عنجهية و صلف لا مثيل لهما . 
و هاهم اليوم و قد أضاعوا الدولة في صنعاء  اتوا ليبحثوا عن الوحدة في عدن فاضحكي أيتها الاقدار  . 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر