فيروس كورونا: الإعلام الروسي يشير إلى "المؤامرة الأمريكية"

فيروس كورونا: الإعلام الروسي يشير إلى "المؤامرة الأمريكية"

قبل 5 سنوات
 فيروس كورونا: الإعلام الروسي يشير إلى "المؤامرة الأمريكية"
الأمين برس / متابعات

أصبح تفشي فيروس كورونا في الصين مادة خصبة لنشر معلومات مغلوطة ونظريات مؤامرة عبر الانترنت حول العالملكن في روسيا، انتقل هذه اللغط إلى أحد أبرز البرامج التليفزيونيةوتركز سردية الإعلام الروسي على نقطة واحدةبشكل متكرر، وهي أن النخب السياسية الغربية، خاصة الأمريكية، تقف وراء هذا الوباء.

لقناة الأولى الروسية ربطت بين فيروس كورونا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ووصل الأمر بالقناة الحكومية الأولى، أحد أبرز القنوات التليفزيونية، تخصيص فقرة ثابتة لتناول "المؤامرة الغربيةبشأن فيروس كورونا، فيبرنامج الأخبار المسائي "الوقت". وتعرض القناة الأمر بطريقة تبدو وكأنها ساخرة وسخيفة، لكنها تترك لدى المشاهدين إنطباعأً بأنها تحتويعلى بعض الحقائقوأحد أبرز المبالغات التي عرضها البرنامج مؤخرا هو أن كلمة "كوروناالتي تعني "التاجباللغتين اللاتينية والروسية،تشي بضلوع دونالد ترامب في الأمر بطريقة أو بأخرى.

ويبدو أن الرابط يرجع لاهتمام ترامب بمسابقات ملكات الجمال، التي اعتاد أن يسلم فيها التاج بنفسه للفائزاتوترجع التسمية في حقيقةالأمر إلى كون فيروس كورونا يأخذ شكلاً أشبه بالتاج، لكن مقدم برنامج "الوقتيحذر من استبعاد الفكرةويقول المذيع في إحدىالحلقات: "قد تقول إن كل هذا مجرد ترهات، وأنا أتفق معك، لولا ما يقوله مراسلنا في هذه التقرير".

"سلاح بيولوجي عرقي"

وجاء في التقرير الذي عُرض بعد ذلك أن نظرية الشبه بين شكل الفيروس والتاج "غريبة". ويقول أحد الخبراء خلال التقرير إن سلالة فيروسكورونا الصيني مخلّق صناعيا، وإن المخابرات الأمريكية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلكويكرر التقرير ادعاءات قديمة وزائفة سبق أننشرها الكرملين مفادها أن الولايات المتحدة كانت تدير مختبراً في جورجيا، حيث كانت تختبر أسلحة بيولوجية على البشرثم يذكر المراسلواحدة من نظريات المؤامرة المنتشرة عبر الإنترنت، بأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تستهدف الأسيويين فقط، وأنها تعد "سلاحاًبيولوجياً عرقياً".

ويختم المراسل التقرير بتأكيده على عدم وجود أدلة تفند هذه الادعاءات، لكن يقول إنه "حتى الخبراء الحذرون في تقييماتهم يقولون إنه لايمكن استبعاد أي احتمال". كما شغلت نظريات المؤامرة المتعلقة بفيروس كورونا حيزا كبيرا من تغطية البرنامج الحواري السياسي الأبرزعلى القناة الأولى، ويحمل اسم "الوقت سيكشف"، إلا أنها تناقش الأمر بحرية أكبر من برامج الأخباروفي المجمل، يتبنى البرنامج سرديةالمؤامرة الغربية، خاصة دور المؤسسات الأمريكية وشركات الأدوية، في تخليق ونشر الفيروس، أو على الأقل نشر الذعر بشأنهويشيرالبرنامج إلى أن هدف شركات الأدوية هو تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ضد الفيروس، أو في حالة المؤسسات الأمريكية يكون الهدف هوإضعاف الاقتصاد الصيني ومن ثم إضعاف المنافس الجيوسياسي.

فحص حرارة المسؤولين

وبعيدا عن شاشات التلفزيون، يبدو أن تفشي فيروس كورونا سبب الكثير من القلق لدى المسؤولين الروسوقلصت روسيا الرحلات الجويةوالقطارات إلى الصين، كما أجلت مواطنيها المقيمين في الصين ونقلتهم إلى حجر صحي في سيبيريا لمدة أسبوعينحتى أن كنيسة فيموسكو أقامت قداسا للصلاة من أجل الخلاص من فيروس كورونا.

ويبدو أن هذا الخوف وجد طريقه إلى قمة الهرم السياسي في البلادوذكرت صحيفة يومية أن الكرملين أجرى فحص حرارة لمن يحضرونالجلسات التي يحضرها الرئيس فلاديمير بوتين وهو ما أكده قال رئيس البرلمان، دميتري بيسكوف، بقوله إنه "إجراء وقائي".

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر