ائتلاف الثلاث ورقات!.. كيف يحاول أعداء الجنوب ضرب الانتقالي؟

 ائتلاف الثلاث ورقات!.. كيف يحاول أعداء الجنوب ضرب الانتقالي؟

قبل 6 سنوات
 ائتلاف الثلاث ورقات!.. كيف يحاول أعداء الجنوب ضرب الانتقالي؟
الأمين برس / كتب/ أحمد جباري

يبدو أن البَلادة وقِلة الحيلة صفات ملازمة للشرعية المهترئة الظاهرة بوضوح في كل قراراتها ومشاريعها الفاشلة وهزائمها العسكرية والسياسية التي لا تحصى.

 

هذا الأسبوع كانت القاهرة مسرحًا لفضائح الغباء الدائم الذي يصعب وصفه مع أنه من السهل تحديد مصدره وأبطاله الفاشلين في كل زمان ومكان، وكان من الصعب جدا أن تنطلي هكذا خديعة على دوائر صنع القرار في أم الدنيا (مصر العروبة) وأجهزة الأمن المصرية فتم منع انعقاد (مؤتمر الائتلاف الوطني الموالي لحكومة لشرعية) وإخطار معظم الحاضرين أنهم غير مرحب بهم في مصر، وأن عليهم مغادرة القاهرة خلال ساعات (منهم وزراء ومستشارون ومسئولون في مكتب رئيس الجمهورية من بينهم قيادات إخوانية تتبع حزب التجمع اليمني للإصلاح وأخرى تابعه لعلي محسن الأحمر) وهذا يعد بكل المقاييس فضيحة كبيرة للشرعية التي لا تملك أي شرعية على الأرض التي تدعي أنها تملك زمامها وهي تبحث عن بلد تنتج وتلملم فيها ائتلافها المزعوم.. وتخرج فيها خطط مؤامراتها الإخوانية على شعب الجنوب الحر, كانت قبل ذلك (الزيطة والزمبليطة) تملأ أعمدة صحف الشرعية وقنواتهم الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ومادة دسمة لأقلام المنافقين من عباد الريال والدولار وهواة التضليل والمدح الكاذب وهم كثيرون في زمننا هذا.

 

الاعلان الذي فشل إعلانه، وهو تشكيل ائتلاف (جنوبي) للمكونات الموالية للشرعية التي تم تفريخها على امتداد السنوات الماضية ومعها بعض الأحزاب ذات المنشأ الشمالي المعروف، (مزينة) ببعض الوجوه الجديدة التي تم إغراؤها واستقطابها مؤخرا بالمال والمناصب، ويتولى قيادته أيضا نفس الوجوه التي سئم من فسادها وألاعيبها شعبنا في الجنوب - معظمهم وزراء ومستشارون ومسئولون كبار في حكومة الشرعية - وإن كانوا في الظاهر جنوبيون لكنهم في الحقيقة تابعين وتحت أوامر ورعاية نظام صنعاء الذي يعمل على تنفيذ أجندة إخوانية معروفة تحاول الحفاظ على الوحدة الميتة تحت مسمى الأقاليم الستة.

 

إلى هنا والأمر يبدو عاديا ومن حق ائتلاف مثل هذا أن يعلن عن نفسه من باب تنوع الأصوات والمكونات في الساحة السياسية؛ ولكن الجديد هذه المرة أنهم يعلنون صراحة أن شعار هذا الائتلاف الذي جمع الشامي على المغربي (بناء يمن اتحادي من سته أقاليم) وهو ما يعني أنهم سيعيدوننا مجددا (لليمننة) التي عانينا منها الأمرّين وعشنا ويلاتها لأكثر من عقدين من الزمن, وأننا أمام (ديمه قلبنا بابها) مع أنني أتحداهم أن يبينوا للناس عن أي (يمن اتحادي) يتحدثون؟ وأي أقاليم يوحدونها؟ فهم يعلمون حق العلم أن ذلك مجرد أضغاث أحلام وكلام بلا معنى -على الأقل- في الشارع الجنوبي الذي يجب على الجميع احترام رغبته بالاستقلال ويقدر تضحياته الجسيمة؛ بل الأحرى بهم أن لا يتحدثوا عن اليمن الاتحادي ومشرع الأقاليم إلا بعد دخولهم صنعاء فاتحين منتصرين حكامًا لا ينازعهم فيها عبد الملك الحوثي الإيراني.

 

طبعًا عندما نسمع مثل هذا (المولد) يعرف الجميع أن الحكاية لا تخرج عن كونها (طلبة الله) سيتم فيها إخفاء وتوزيع ملايين الدولارات كما جرت العادة مع حكومة الشرعية التي تصادر لنفسها كل أموالًا وموارد الشعب الفقير والبائس بتمويل كيانات سياسية وهمية لا وجود لها غير في كشوفات الإكراميات والصرفيات الباهظة (التسريبات الأولية تقدر ميزانية عقد المؤتمر حوالي 30 مليون دولار تقريبا والله أعلم).

 

ولأنني شخصيا من المقيمين الدائمين في القاهرة فقد لمع في ذهني سؤال مثل البرق - مثلما تساءل الكثيرون مثلي - وأنا ألمح أحدهم ممن قدموا إلى القاهرة لحضور هذا المؤتمر- الذي فشل طبعا - وأقرأ تغريدات المطبلين وكتاباتهم، فطالما أن الجنوب كله محرر وأنكم ومكوناتكم تدعون أنكم جميعا جنوبيين وتعملون من أجل الجنوب وأن ائتلافكم جنوبي وأن تمويل المؤتمر من اعتمادات ومستحقات شعب الجنوب وأن الشرعية تدعي حكم الجنوب.. فلماذا لا يتم عقد مؤتمركم في أي مدينة من مدن الجنوب؟ ما الذي يجعلكم تشهرون ائتلاف مثل هذا في عاصمة عربية مثلما تفعل تجمعات ومؤتمرات المعارضة؟.

 

كان الواضح فعلا والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان أن مثل هذه الكيانات الهزيلة لا تملك قاعدة جماهيرية وليس لها أساس شعبي تستند عليه في الداخل، فهي لا تخدم الجنوب وشعبه؛ بل تعمل لإعادة الجنوب وشعبه عبيداً لباب اليمن, وأن مصالح أفرادًا متنفذين معروفين هي من تحرك تلك الكيانات التي لا وجود لها في أرض الواقع.

وفي الحقيقة أن تأسيسها المراد به غرضين:

 

- الغرض الأول: إيهام العالم أن هناك في الجنوب كيانات عديدة تناضل وتحمل القضية الجنوبية وتعمل عكس الاتجاه.. وبكل تأكيد لن يقبل شعب الجنوب أن يعود مجددا لحضن أولئك القتلة تحت أي مسمى ويرفض الاستقلال والحرية واستعادة دولته. وقد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الاستقلال المجيد.

 

- والغرض الثاني: محاولة ضرب المجلس الانتقالي الذي يسير بخطى ثابتة نحو التحرير والاستقلال, ولعل غباءهم أو غرورهم الدائم وعدم قراءتهم للواقع في الداخل والخارج قد جعلهم أعجز من ذلك بكل تأكيد, لقد كان الأولى للشرعية المهترئة أن تحرك جبهاتها النائمة في العسل لتمنع عنها الهزائم العسكرية المتتالية في صرواح وحجور والحشا التي سقطت مؤخرًا بيد مليشيات الحوثي وأن تنفق ملايين الشعب والتحالف التي تعبث بها على تلك الكيانات الهزيلة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.. في تعزيز وإصلاح اقتصاد البلاد المنهار وتحسين الخدمات المعدومة في المحافظات المحررة.

 

أما شعب الجنوب فقد خبتم وخسرتم بتآمركم عليه ولن تنطلي حيلكم الدنيئة فالاستقلال قادم إن شاء الله تعالى طال اليوم أو قصر.

  

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر