الثورات التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه هي تلك التي أحدثت تغييرا نوعيا وإيجابيا ،جذريا وشاملا...
الثورة لا يمكن لها أن تحقق ذلك النجاح الإيجابي إذ لم تتوفر لقيامها أهم الشروط الموضوعية والذاتية.
من أهم تلك الشروط نضوج الحالة الثورية ووجود القيادة والرؤية المدروسة والتأييد الشعبي والخارجي.
أخفقت ثورات ٢٠١١م في كل من مصر واليمن وليبيا ليس بسبب عدم توفر الحالة الثورية والشروط الموضوعية لقيام تلك الثورات ، بل بسبب انتهازية القيادة التي اعتلت منصات تلك الثورات ، فحولتها إلى أزمات وصراع على السلطة، فاغرقت اليمن وليبيا في بحور الحروب والفشل والفساد... وكادت ان تغرق مصرا لولا تدخل الجيش المصري لإنقاذ ما يمكن انقاذه.
نجحت الثورة في تونس إلى حد ما لخصوصية المجتمع التونسي وحكمة القيادة.
كنت في سورية عام ٢٠١١م عندما بدأت بعض التجمعات في دمشق لتقليد مظاهر ثورات الربيع العربي في بلد لم تتوفر فيه اهم الشروط الموضوعية والذاتية لقيام أي ثورة...لذلك بدت الاحتجاجات في سورية وكأنها ترف بالمقارنة مع ظروف اليمن ومصر على سبيل المثال.
بمناسبة الحديث عن انتخابات الرئاسة الجزائرية، وبغض النظر عن ملاحظاتنا وانتقاداتنا...دعوا الجزائريين يختارون ما يناسبهم فهم أدرى بشؤون بلدهم وشعبهم وأقدر منا على قراءة تجارب البلدان الأخرى بما فيها جارتهم ليبيا...وخلونا في مصائب ومهازل بلداننا.